الثاني: أن يكون هؤلاء ليسوا محاربين للمسلمين، قال الله تعالى:"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون". [الممتحنة: ٨، ٩] .
أن تودوهم: أي تحسنوا إليهم، وتقسطوا إليهم: تعاملوهم بالعدل.
أما إجابة دعوتهم في غير أعيادهم فلا بأس بها إن كان في ذلك مصلحة ودعوة للإسلام، فقد أجاب النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوة من دعاه من اليهود، وأما إن كان في ذلك محذور من مودتهم ومحبتهم والإعجاب بهم والتأثر بهم فلا تجوز، والقلب إذا مال إليهم أو رضي بكفرهم على خطر عظيم، يقول الله تعالى:"لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم". [المجادلة: ٢٢] .
فالإحسان والمعاملة بالحسنى شيء، والمودة شيء آخر، وأوصي أخي -ومن هو على شاكلته- بأن يتفقه في الدين، وأن يكثر من الدعاء بالثبات عليه، وأن يدعو إلى الله بحسب علمه بالتي هي أحسن.
وفقك الله وثبتك وزادك علماً وتقى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.