وأصل الشرك إنما هو طلب العون والشفاعة وقضاء الحاجات من غير الله –تعالى-، (ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر) هذه أسماء لأقوام صالحين مثل عبد القادر الجيلاني -رحمه الله - وغيره، اتخذوا على قبورهم تماثيل لتذكرهم بالعبادة لله –تعالى- ولما تقادم الزمان طلبوا منهم -وهم أموات- العون وقضاء الحاجات فكان ذلك منهم شركاً، وكذلك اللات، كان رجلاً صالحاً يلت السويق ويسقيه الحاج، يعني من المحسنين، فلما مات عكفوا على قبره أو الحصاة التي كان يجلس عندها فعبدت، وكذلك الذين يأتون إلى قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني – رحمه الله – وأمثاله من الصالحين مثل قبر الحسين وزينب – رضي الله عنهم - وغيرهم، ويسألونهم الحاجات ويدعونهم من دون الله –تعالى-، هذا تماماً مثل سؤال ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) ، ومثل سؤال اللات، قال الله –تعالى-: "ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"[الزمر:٣] ، فالذين عبدوا الأصنام إنما كان مقصدهم أن هؤلاء من الصالحين ونريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله، وهذه العلة هي بعينها التي يرددها من يجيز طلب العون والشفاعة من الأموات.
وقد زاد المتأخرون على شرك المتقدمين الذين قاتلهم النبي – صلى الله عليه وسلم- بأن ادعوا لهم التصرف في الكون، وأن الله تعالى وكل تصريف الأمور وتدبير الكون لهم فيقول قائلهم:
عبد القادر يا جيلاني يا متصرف في الأكوان.
فماذا بقي لله –تعالى-؟! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وإذا لم يكن هذا شركاً فليس على وجه الأرض شرك البتة.
أما من أفتى السائل بأن الذي تفعله من سؤال عبد القادر في قبره العون والمدد هو الصواب وهو ما ورد في القرآن والسنة، فهذا كذب وافتراء على كتاب الله –تعالى- وعلى سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم- وأين في كتاب الله –تعالى- جواز سؤال الموتى الحاجات؟ وأين ذلك في سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم- وهذه سنته – صلى الله عليه وسلم- بين أيدينا وسيرة أصحابه – رضوان الله تعالى عليهم- بين ظهرانينا؟