وفي التفسير الكبير للرازي (١٢/٦٦) : والرجس في اللغة كل ما استقذر من عمل، يقال: رجس الرجل رجساً ورجس إذا عمل عملاً قبيحاً، وأصله من الرجس بفتح الراء وهو شدة الصوت، يقال: سحاب رجاس إذا كان شديد الصوت بالرعد، فكان الرجس هو العمل الذي يكون قوي الدرجة كامل الرتبة في القبح.
وفي روح المعاني للآلوسي (٧/١٥) : {رجس} : أي قذر تعاف عنه العقول، وعن الزجاج: الرجس كل ما استقذر من عمل قبيح. والرجز بمعناه عند بعضهم، وفرّق ابن دريد بين الرجس والرجز والركس، فجعل الرجس الشر، والرجز العذاب، والركس العذرة والنتن.
وفي أضواء البيان للشنقيطي (١/٤٢٦) : يفهم من هذه الآية الكريمة أن الخمر نجسة العين؛ لأن الله تعالى قال: إنها رجس، والرجس في كلام العرب كل مستقذر تعافه النفس، وقيل: إن أصله من الركس وهو العذرة والنتن، قال بعض العلماء: ويدل لهذا مفهوم المخالفة في قوله تعالى في شراب أهل الجنة: "وسقاهم ربهم شرابا طهورا"[الإنسان: ٢١] ؛ لأن وصفه لشراب أهل الجنة بأنه طهور يفهم منه أن خمر الدنيا ليست كذلك، ومما يؤيد هذا: أن كل الأوصاف التي مدح بها تعالى خمر الآخرة منفية عن خمر الدنيا، كقوله:"لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون"[الصافات: ٤٧] ، وكقوله:"لا يصدعون عنها ولا ينزفون"[الواقعة: ١٩] ... وجماهير العلماء على أن الخمر نجسة العين؛ لما ذكرنا، وخالف في ذلك ربيعة والليث والمزني صاحب الشافعي وبعض المتأخرين من البغداديين والقرويين، كما نقله عنهم القرطبي في تفسيره..
وفي تفسير السعدي: رجس: أي نجس خبث معنى، وإن لم تكن نجسة حسا، والأمور الخبيثة مما ينبغي اجتنابها، وعدم التدنس بأوضارها.
وفقك الله لكل خير، وزادك من تدبر كتابه الكريم والعمل به.