للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أنبه إلى أن ما تظنينه تعلقاً منه أو حباً لك هو شيء تصنعينه أنت بنفسك، ولا أعتقد أنه شيء حقيقي، ولكنها قرائن تؤملين بها نفسك، ولذلك فربما تفسرين محاولات تقربه منك ولقاءه بك على أنها حب، وهذا غير صحيح، فالمحب من الرجال يكون صاحب مبادرة يتقدم ويطلب الحلال، ويأتي البيوت من أبوابها.

أما قولك: فقد تقدم لي أشخاص لهم صفات حسنة ورفضتهم، فأنا لست مثل النساء اللاتي يتأقلمن على حياة جديدة، فأنا لا أستطيع أن أتقرب لرجل آخر مهما يكن.

فأقول: هذا التصرف منك تصرف خاطئ، والذي أراه أنه إذا تقدَّم لك شخص فادرسي حاله، وانظري إليه وانظري في صفاته، ثم إذا رأيته مناسباً من جميع النواحي، واستعنت بالله فتزوجي به، فلا يعالج الحب إلا حب آخر جديد، وأتوقع أنك إذا تزوجت بإنسان ذي خلق ودين، وفي الوقت نفسه ذو مشاعر عاطفية، فإنه سوف ينسيك هذا التعلق بهذا الشخص.

مثلما تدفع الغيوم الغيوما.... الغرام الجديد يمحو القديما

ولا يُنسي الرجل إلا رجل، فما دام أنك تردين كل من تقدم من غير تفكير فيه، بسبب تعلقك بهذا الشخص فستتفاقم حالتك، وأنصحك بالتفكير الجدي في كل متقدم لك، واختيار الذي ترينه مناسباً، والتوكل على الله والزواج، فإن العمر يمضي سريعاً، وهذا الشخص ممكن أن يتعلق بغيرك ويتركك، ويجد في حياته سعة من اللهو والمتعة، في حين أنك تخسرين عمرك وسنوات حياتك.

إذا تقدم لك أشخاص فاستخيري الله -عز وجل- وصلي صلاة الاستخارة المعروفة، واختاري من ترين أن صفاته أمثل، وأن قلبك إليه أميل.

ولا أرى أن ترفضي من تقدم لك تشبثاً بأمل هدايته، فإن الهداية بيد الله -عز وجل- وأنت لا تعلمين هل هذا الشخص قد كتبت له الهداية أم لا؟ وهل كتبت له الهداية عاجلاً أم آجلاً؟ ولا يصلح انتظار أمل بعيد، وإهدار الفرص السانحة القريبة.

كما أني أنصحك في النهاية بإحداث نقلة في حياتك تعيد علاقاتك مع أخواتك الصالحات، والدخول في مناشط دعوية، وإحلال قضايا جادة في حياتك، وأؤكد مرة أخرى على فتح باب قبول الخطَّاب والراغبين، والتفكير الجدي في كل متقدم، وإزاحة فكرة التعلق بهذا الشخص، والبحث عن البديل المناسب، كل هذه أمور تساعدك على التخلص مما أنت فيه. والله يعينك.

<<  <  ج: ص:  >  >>