وقد جيء إلى عمر بن الخطاب بسارق، فقام ليقطع يده، فقال: يا أمير المؤمنين إنما سرقت بقدر الله، فقال له: ونحن إنما نقطع يدك بقدر الله.
ولما قال أبو عبيدة لعمر: أَفِِرَاراً من قدر الله؟ فقال: نَفِرُّ من قدر الله إلى قدر الله. أخرجه البخاري (٥٧٢٩) ومسلم (٢٢١٩) .
القسم الثاني: مشروع: وذلك في حالين:
أ- الاحتجاج به على المصائب.
ب- الاحتجاج به على المعصية بعد التوبة منها، ومنه احتجاج آدم وموسى.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: "احتجَّ آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيَّبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه، وخطَّ لك بيده، أتلومني على أمر قدَّره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ فحجَّ آدم موسى، فحجَّ آدم موسى". ثلاثا رواه البخاري (٦٦١٤) ومسلم (٢٦٥٢) .
ففي هذا الحديث:
أ- احتجَّ آدم بالقدر على المصيبة، وهي الخروج من الجنة، لا على الذنب الذي هو الأكل من الشجرة.
ب- أو أنه احتجَّ بالقدر بعد التوبة من الذنب؛ لدفع اللوم عنه، لا على الاستمرار في الذنب.
والخلاصة:
أنه يحتج بالقدر على المصائب لا على المعايب = (الذنوب) .