كما أن والدك له عليك حق كبير في أن تسعى للحفاظ على سمعته وعزته، وهذا متوقع منك بصفتك الابن الأكبر، فكيف يأتي منك العكس، والعاطفة هنا لا يجب أن تلغي العقل، وهذا دورك كشابٍ، بحيث يكون تفكيرك بحقوق والديك قبل حقوقك، خاصة وأن والديك لم يرغموك على الزواج بفتاة بعينها.
أخي الحبيب: حتى تتقبل الأمر ضع نفسك مكان إخوتك وأخواتك عند إصرارهم على الزواج، وربط أسرتك بنسب مع مثل هذه الأسرة، وارجع لأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم- ووصفه لخضراء الدمن انظر ما رواه الواقدي من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - بسند قال فيه الألباني ضعيف جداً انظر السلسلة الضعيفة (١٤) ، أو قوله - صلى الله عليه وسلم ="تخيروا لنطفكم، وأنكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم" رواه ابن ماجة (١٩٦٨) من حديث عائشة - رضي الله عنها-.
أما الفتاة فالتزامها - إن شاء الله- قد يتيح لها الزواج برجل يناسبها، وينتشلها من مثل هذه الأسرة، فقد يأتي زوج مناسب في المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وقد تسعد به أكثر من سعادتها معك.
أضف إلى ذلك فإنك ستكون ضحية للشكوك والمخاوف، وقد تتعرض لعاصفة من الأمراض النفسية، فمهما يكن تظل رجلاً في تفكيرك وأسلوبك في الحياة.
الاستشارة: الرأي الراجح انسحابك من الزواج من هذه الفتاة والدعاء لها بالتوفيق، ومحاولة الخروج من دائرة الصداقة لهذا الرجل؛ للخروج من دائرة التفكير، ولتغيير النظرة العاطفية للآخر ولو على حساب الذات، وعدم التركيز على جلد الذات وتوبيخها، وإعطاء عقلك التصرف في مثل هذه الحالات.
وفي الختام أسأل الله العلي القدير لك بالتوفيق، وأن يعوضك الله بزوجة أخرى، وأن يمن على جميع أسرنا المسلمة بالستر والعفاف؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.