للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومتوسط أيام الدورة لدى كثير من النساء هو ٦ إلى ٧ أيام وعلى ذلك فيجب على الزوجين حساب اثنا عشرة إلى أربعة عشر يوماً بعد أول يوم من أيام الدورة لنبدأ بذلك فترة أيام الخصوبة فتكون سبعة أيام هي للدورة وسبعة أيام هي أيام الأمان وعدد أربعة أيام هي أيام الخصوبة أو الأيام الخطرة ثم بعد ذلك تعود إلى أيام الأمان إلى حين مجيء الدورة مرة أخرى، وكلما زادت أيام الخصوبة وابتعد فيها الزوج عن زوجه كلما كان احتمال حصول الحمل أقل لكن تبقى المشكلة أن هذه الطريقة ليست مضمونة حتى بنسبة ٨٠% ولذلك عادة ما يلجأ إليها الزوجان إذا كان الحمل ليس مرغوبا فيه ولكن في نفس الوقت ليس لديهما مشكلة لو حصل ذلك الحمل.

أما الطريقة الثانية من وسائل منع الحمل هي تناول الأدوية والتعامل مع الأشياء الطبية كتناول أقراص منع الحمل أو الحقن أو استخدام اللولب أو الواقي " الكبوت" وغير ذلك كثير. فهذه الأشياء كلها منها ما هو مستخدم من قبل الزوجة ومنها ما هو مستخدم من قبل الزوج ولكل واحدة إيجابياتها وسلبياتها ولعل الأمر الذي لا بد أن نؤكد عليه هو ضرورة مراجعة الطبيب أو الطبيبة المختصة في هذا الشأن إذ من أكثر الأخطاء شيوعاً عندنا هو تناول الزوجات للعدد الكبير من أنواع حبوب منع الحمل ولكن بدون استشارة من طبيب مختص، وهذا هو في الحقيقة سبب ما نسمعه كثيراً منهن عندما يشكين من الآثار الجانبية جراء تناول هذه الأنواع من الأدوية كآلام الرأس والصداع والاضطراب النفسي أو الشعور بالغثيان ... ولذلك يجب أن نذكر أن كل امرأة هي حالة خاصة وتختلف عن غيرها فما يناسب إحداهن قد لا يناسب الأخرى بل ربما يكون خطراً عليها.

أمرٌ آخر أنه في حال تناول الزوجة شيئاً من هذه الأقراص فإن الزوجين يحسن بهما إعطاء جسم المرأة فترة راحة من هذه الأدوية الكيميائية كأن تتناولها الزوجة مدة شهرين ثم تتوقف شهرين آخرين ثم تعاود الكرة مرة أخرى. .. وهكذا.. هذا مع إعادة التنبيه إلى ضرورة استشارة المختصين من أطباء الأسرة في هذا الأمر.

أعود هنا إلى السؤال الأول وهو قضية الليلة الأولى في الحياة الزوجية وما يمكن عمله في مجال التهيئة النفسية للزوجين..

لعلّ أبرز وأنجح وأصدق نصيحة يمكن إسداؤها إلى الزوجين في الليلة الأولى من وجهة نظري المتواضعة يمكن اختزالها في كلمات معدودة وبسيطة ولكنها تحمل في طياتها المعاني العظيمة والحياة الناجحة بإذن الله، هذه الكلمات هي:

" العفوية وعدم التكلف"

وأقصد بالعفوية وعدم التكلف من قبل الزوجين هو انتحال شخصيات غير شخصياتهم وتكلف سلوكيات وتصرفات هي أبعد ما يكون عن حقيقة صفاتهم وأصل أخلاقياتهم وإنما هو دور وظيفي يظنون خطأً أنه يجب القيام به كأحد مهام الليلة الأولى من الزواج..

الأمر السيئ في هذا التكلف وغياب العفوية أنه سرعان ما ينكشف حالما تنطفئ حرارة أيام الزواج الأولى ليكتشف كل منهما أنه كان يتعامل مع شخصين وحالتين في جسم واحد أحدهما مستعار جميل والآخر باق سيئ أو على الأقل هو مختلف عن الحالة الأولى.

أيها الأخ الكريم..

<<  <  ج: ص:  >  >>