٤. عليك أن تستخدمي هذا السلاح الفعال ألا وهو الدعاء والتضرع إلى رب الأرض والسماء، وقد غفل عن ذلك كثير من الناس اليوم إلا من رحم، فالجئي إلى الله بصدق وإخلاص وخشوع وتبتل واسأليه أن يهدى زوجك وأهله، وأن يسود الحب بينكما وتنتهي هذه المعاناة على خير، وعليك أن تتحري ساعات الإجابة، كأوقات السحر في جوف الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي آخر ساعة من يوم الجمعة، وعند الإفطار من الصيام إلى غير ذلك من هذه الأوقات التي يرجى فيها الاستجابة، وكوني على يقين باستجابة الله لك؛ أليس هو القائل سبحانه: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" [البقرة:١٨٦] .
ادع ربك دعاء المضطر في دعائه فهو القائل سبحانه: "أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء" [النمل: ٦٢] فهو سبحانه المجيب وأنت المضطرة.
الله أسأل أن يفرج همك، وينفس كربك، ويكشف عنك هذه الغمة إنه ولي ذلك والقادر عليه ومولاه.
همسة في أذن الزوج.
الرجاء أن تطلعي زوجك على هذه الكلمات: عسى الله أن ينفع بها
أيها الزوج العاقل: ألم تعلم أن الله قد أوصاك بأهلك (زوجتك) خيراً، وأوجب عليك حقوقاً تجاههم يجب عليك أداؤها إليهم.
قال تعالى: "وعاشروهن بالمعروف" [النساء:١٩] ، هل امتثلت هذا الأمر الإلهي، وعاشرت زوجتك بالمعروف، أو بماذا عاشرتها؟
ألم تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أوصى بالنساء خيراً قبل موته فقال - صلى الله عليه وسلم - "الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم" أخرجه أبو داود (٥١٥٦) من حديث أم سلمة - رضي الله عنها.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" متفق عليه البخاري (٥١٨٤) ومسلم (١٤٦٨) .
وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم". أخرجه الترمذي (١١٦٢) وقال حديث حسن صحيح.
والنصوص في ذلك كثيرة، لكن فيما ذكر كفاية لمن أراد الهداية، واللبيب تكفيه الإشارة.
فعليك أخي الكريم أن تمتثل لأمر الله، وتتأسى بخلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التعامل مع أهلك من حسن العشرة، وعدم ظلمهم، فإن الظلم عاقبته وخيمة، وقد حرمه الله جل وعلا فقال عز من قائل سبحانه في الحديث القدسي "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا" الحديث، أخرجه مسلم (٢٥٧٧) في صحيحه من حديث أبي ذر - رضي الله عنه.
فالظلم ظلمات يوم القيامة على أهله، وقد حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من دعوة المظلوم فقال - صلى الله عليه وسلم - "اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" الحديث متفق عليه البخاري (١٣٩٥، ٢٤٤٨) ، ومسلم (١٩) مطولاً من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.