للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل هذا الشاب من الملتزمين بالدين ويتمتع بخلق قويم؟ وسيرة طيبة بين الناس؟، أم ماذا؟ هل كنتم تجهلون حاله من هذا الفسق والفجور؟ إذا قلت إننا لم نعرف وهذا يستبعد؛ لكونه قريباً منكم، لماذا لم تسألوا عنه وعن دينه، وأخلاقه، وسلوكه؟ ألم تلاحظوا عليه أي سلوك غريب ومريب أثناء فترة الخطوبة؟ ألم تلاحظي عليه عدم التزامه بشرع الله من عدم الصلاة وغيرها؟ وكيف حالك أنت بالالتزام بشرع الله؟ هل أنت ملتزمة بالصلاة والحجاب، وعدم مشاهدة ما يغضب الله، أو السماع إلى الأغاني، وغير ذلك من المنكرات، مشكلتنا أننا لا نلجأ إلى الدين إلا بعد فوات الأوان، ونقول نريد حلاً على ضوء الشريعة، فأين نحن أولاً من الشرع؟ حتى نلجأ للشرع ثانياً!!

أختي المسلمة: لا تغضبي من كلامي، فأنا أود أن ألفت نظرك لهذا الأمر الهام، حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى، وبناء على ما ظهر من رسالتك، إذا لم يكن هناك أمل في إصلاح هذا الرجل، فلا تبقي معه ساعة واحدة، وخصوصاً إذا كان تاركاً للصلاة، وأظنه كذلك، فتارك الصلاة كافر في أصح قولي العلماء، وعليه فلا يحل لك البقاء معه ما دام أنه تاركاً للصلاة، فضلاً على ما هو عليه من شربه للخمر وفجوره، ويبدو أنه ليس له رغبة فيك بالمرة، بدليل أنك ما زلت بكراً، وهذا الأمر، أي كونك بكراً خير لك.

فيا أمة الله: اطلبي الطلاق من هذا الرجل، ولا تلتفتي إليه، وعليك بالالتزام بشرع الله، وسيعوضك الله خيراً منه -بإذنه تعالى-.

أما خوفك من كلام الناس فلا تلقي بالاً لذلك الأمر، ولا يعنيك كلامهم في شيء، ولا تلتفتي إليهم، ولكن اعملي ما يرضى الله ولو بسخط الناس، ما دخل الناس في شؤونك الخاصة؟! هذه هي حياتك ومستقبلك، وأنت لك مطلق الحرية في أن تختاري لك حياة طيبة هادئة، تقوم على تقوى من الله من أول يوم، وحياة يسودها الحب والمودة والرحمة، والتي من أجلها شرع الله الزواج قال - تعالى-: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون".

فيا أختي المسلمة: عليك بالمبادرة وطلب الطلاق من هذا الرجل، وخذي العهد على نفسك ألا تتزوجي إلا من رجل صاحب دين وخلق قويم، وسيرة طيبة بين الناس حتى يعوضك عما رأيت من هذا الرجل السيئ، وحتى يكون بيتك بيتاً إسلامياً، ينشأ فيه الأولاد على طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم-. ولا بد أن تعلمي أهلك بما يحدث؛ حتى يكون لهم موقف حازم مع هذا الشاب العابس بأعراض المسلمين، المضيع لحدود الله وحقوق من له حقوق عنده.

وعلى ضوء ما ذكرت في رسالتك فلا أجد شيئاً يجعلك تستمرين مع هذا الرجل السيئ، فاتركيه غير مأسوف عليه، ولا تزال الفرصة أمامك في أن تتزوجي رجلاً خيراً منه، فبادري بالأمر ولا تتقاعسي، حتى لا يضيع عليك الوقت، وعندها تعضين أصابع الندم ولات حين مندم. هذا والله أعلم، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>