(٤) على الزوجين ألا يكونا صريحين في إبداء مشاعرهما السلبية تجاه الطرف الآخر، مهما كانا صادقين، فإن الصدق لا يعني التعبير عن مشاعر قد تهدم البناء الزوجي، وإذا كان هذا ليس خاصاً بحالة الشجار، فإنه يتأكد عندها.
(٥) ليستحضر الزوجان أن الله لم يذم إنسان لغضبه ولم يمدحه لعدم غضبه، ولكنه أثنى على من إذا غضب كظم، وأعلى من شأن الذين إذا غضبوا هم يغفرون، وهنا تتجلى قوة النفس في ضبط الانفعال، لا في جزالة ألفاظ الشجار، ولا في قوة الصراخ، وما أعظم أجراً ادخره الله للكاظمين الغيظ، فقد خرج الإمام أحمد (١٥٠٦٦) والترمذي (٢٠٢١) وأبو داود (٤٧٧٧) وابن ماجة (٤١٨٦) بسند حسن عن معاذ بن أنس الجهني - رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره الله من أي الحور شاء".
(٦) ألا يفرح الزوجان ولا أحدهما بالخلاف، حال وقوعه، ويستجيبا لانفعالات أنفسهما فيزيدا في اتقاد الشجار، ويتخذا قرارات خطيرة من جرائه، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها- المذكور طرف منه، قالت:"أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك"(سبق تخريجه) . نسأل الله أن يهدينا لمحاسن الأخلاق والأعمال والأقوال، ويعيذنا من مساوئ الأعمال والأخلاق والأهواء والأدواء.