وهل هناك عاقل لا يحب أن يتزوج امرأة صالحة، وفي الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما نزلت هذه الآية "والذين يكنزون الذهب والفضة" قال كبر ذلك على المسلمين، فقال عمر -رضي الله عنه- أنا أفرج عنكم فانطلق فقال يا نبي الله إنه كبر على أصحابك هذه الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث لتكون لمن بعدكم فكبَّر عمر ثم قال له ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته". رواه أبو داود في سننه (١٦٦٤) .
وعن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة" رواه ابن ماجه في سننه (١٨٥٥) .
وعن سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقوة ابن آدم ثلاثة من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح، ومن شقوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء" رواه أحمد في مسنده (١٤٤٨) .
احمد الله تعالى على نعمة الزواج بالمرأة الصالحة، فهي نعمة من أعظم النعم لو تستشعر ذلك.
تطيع الله تعالى فيك وتحفظك في مالك وفي فراشك وتربي أبناءك على طاعة الله، مطيعة لك في نفسها طاهية طعامك وغاسلة ثوبك، تفرح لفرحك، وتحزن لحزنك فماذا يكون الجزاء؟ ... إلا أن تطيع الله فيها وتحسن وتحفظ لها كرامتها. وفي الحديث عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر" أو قال غيره رواه مسلم (١٤٦٩) .
-وأمر آخر افترض أن أختك مكانها، فهل ترضى لها الطلاق والتعاسة..بعد عز الزواج، تكون حملت لقب مطلقة؟ ونفسية المرأة ليست كالرجل بل هي حساسة جدا تخدشها الإشارة فضلا عن القول.....
- لا تكن عونا للشيطان على نفسك وعليها، فأنا أعرف من النساء الصالحات العاقلات من تغيرت بعد الطلاق، فطلقت الاستقامة وطمأنينة النفس؛ بعد طلاق زوجها لها؟!
- أمّا قولك بأنك سترتاح بعد الطلاق فهذا من تلبيس الشيطان ليخرجك من جنتك، كما أخرج آدم وحواء من الجنة بأكلة؟!!
- ينبغي عليك يا أخي أن تكون رجلا في سمعك وكلامك، فأي كلام يزلزلك ويبغض زوجتك لك؟ ألم تخترها من بقية النساء، أليس فيها ما يُحبَ؟ أليس للدين الصالح، والخلق وتصريحها بحبك ما يردعك عن سماع كلام الآخرين فيها، ينبغي أن تعلم بأن كل ذي نعمة محسود، وأنت في نعمة.
بعض الأقارب -وللأسف- إذا تزوج ابنهم وصلح حاله حسدوا زوجته عليه، أو أبغضوها لأمر يعلمه مقلب القلوب. فاحترس واحذر.
- إنك إذا فعلت ما سبق من إكرام الزوجة، وعدم الإنصات والتفكير في كلام الآخرين في زوجتك، وعدم التفكير في الطلاق وإنفاذه سوف تشعر بنعمة عظيمة، وندم على تلك الساعات والدقائق التي فكرت خلالها في طلاق زوجتك، وتنغيص عيشك. كما ستزيد من رغبتك في جماع زوجتك وذلك برهان على محبتك وودك لها! وفقك الله.