للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالله سبحانه وتعالى هو الذي يعطي ويمنع، والإنسان ليس عليه إلا التسليم لقضاء الله وقدره، الإنسان كذلك لا يعلم أين الخير، فلعل الخير لك ولزوجك عدم الإنجاب "والله يعلم وأنتم لا تعلمون" [البقرة: ٢١٦] .

ولكن أختي المسلمة: لو طلبت الطلاق من زوجك لهذا السبب فهذا حق شرعي لك، وليس عليك إثم في ذلك، ولكن إذا صبرت واحتسبت العشرة مع زوجك، وذلك من باب قوله تعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم" [البقرة: ٢٣٧] . فنسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على ذلك.

ولا يمنع كذلك من الأخذ بالأسباب من علاج ونحوه، وخصوصاً مع تقدم الطب في هذه الآونة تقدماً كبيراً، فلعل الله أن ييسِّر أمرك وأمر زوجك، وعليكما كذلك بكثرة الدعاء والاستغفار، والإلحاح في الدعاء، وأبشرا بخير، قال تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" [نوح: ١٠-١٢] ، وأكثرا من قوله تعالى: "رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين" [الأنبياء: ٨٩] .

أما إذا خشيت على نفسك الضرر والعنت، ونفسك لم تطق الصبر على هذا الوضع فكما قال الله تعالى: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" [البقرة: ٢٢٩] وقال تعالى: "وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً" [النساء:١٣٠] ، وفي هذه الحالة يكون طلبك الطلاق أولى.

وفي الحقيقة لقد شاهدت أناساً كثيرين مثلك، وصبروا على ما ابتلاهم الله به، وكانت العاقبة خير، فهناك أناس قد رزقهم الله الولد بعد عمر طويل، وهناك آخرون لم يرزقوا بأولاد، لكن حياتهم من أحسن ما يكون، وهم نفس حالتك تماماً، أي أن أزواجهم غير قادرين على الإنجاب، ومع ذلك فهم في أهنأ عيش وأهدأ بال.

هذا والله أعلم، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>