فإذا ما وقع شيء ما، وأظهرت رأيك لوالديك أنه حرام أو واجب، فسوف يسمعان لك، وكأنك الآمر الناهي، وأما إن كانت الشهادة تتعلق بأمور خاصة من أملاك أو أراضي أو محلات تجارية، أو إثبات لشيء أو نفي لشيء من أمور الحياة، وليس فيها ظلم لأحد وصادف كما ذكرت أن هذا الشخص على خلاف مع أهلك، أو حتى ليس على خلاف معهم، وإنما منعوك من الشهادة لشيء يرونه أو يتوقعونه، أو يخشون من عواقب وخيمة في العلاقات الاجتماعية أو نحو ذلك، فواجب ترك الشهادة معه؛ لأن ذلك من البر الواجب بالوالدين، حيث فيه إرضائهما، ولا مضرة على أحد، واعلم أن صاحبك سوف يجد غيرك، وعليك بذل الجهد في سحب شهادتك، وعليك إخبار والديك بتراجعك، ولئن تخسر صديقك، خير من أن تخسر والديك، فالصديق بدله ألف صديق، بينما الوالدين لا بديل عنهما، ولو ألف ألف أبوين.
أسأل الله -تعالى- لك التوفيق والسداد، وأن يهئ لك من أمرك رشدا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.