(٨) عليكم باللجوء إلى الله والدعاء بصدق وإلحاح أن يهدي ابنكم، وأن يعصمه الله من الشيطان، وأن يبعد عنه الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأبشروا بخير فإن الله هو القائل:"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"[البقرة:١٨٦] وقال تعالى:"أمن يجيب المضطر إذا دعاه"[النحل:٦٢] .
(٩) عليكم أن تحثوا ابنكم على التوبة والإقلاع عن هذا الذنب وغيره، والعزم الأكيد على عدم العودة إلى المعاصي مرة أخرى، وأخبروه بأن رحمة الله واسعة، وأن الله يفرح بتوبة العبد إذا تاب ورجع إليه كما ثبت ذلك في الحديث المتفق عليه عند البخاري (٦٣٠٩) ومسلم (٢٧٤٧) من حديث أنس -رضي الله عنه-.
(١٠) عليكم أن تظهروا له الضيق والضجر والغضب لما فعله حتى يتضح له قبح فعله، ويكون كلامكم معه على قدر الحاجة، حتى يكون ذلك رادعاً له، ولكن لا يدوم هذا الحال مدة طويلة، حتى لا يأتي بنتائج عكسية.
(١١) عليكم أن تشغلوا وقته بما هو نافع ومفيد، من حفظ قرآن وطلب علم، وممارسة رياضة، إلى غير ذلك من الأمور النافعة.
(١٢) عليكم بتشجيعه إذا وجدتم منه إقبال على الطاعة، وشعرتم منه بحسن التوبة وصدقها، وهنا يجب عليكم أن تتناسوا الماضي بكل قبحه، ولا تحاولوا أن تذكروه به إذا صدر منه شيء خطأ، فهو على كل حال إنسان وشاب في سن المراهقة وغير معصوم، فالرفق به مطلوب، هذا ما تيسَّر والله أعلم بالصواب، ونسأل الله أن يهدي ابنكم وأبناءنا وأبناء المسلمين إلى طريق الحق والهدى والاستقامة على دين الله اللهم آمين، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.