(١) اجلسي مع البنت في وقت مناسب وعلى انفراد بينك وبينها لتوضحي لها خطورة هذه الصداقة وشرها العظيم إذا تمت بسبب مكالمات هاتفية وليست بأمور شرعية، وتوضحي لها أن الشاب يزعم أنه سيتزوجك بعد التخرج، فإن كان صادقاً فلماذا العلاقة غير الصحيحة من الآن، ولماذا تتم بدون ترتيب مع الوالدين لكل من البنت والولد، وقولي لها لا تنخدعي بكلامه، فكم من علاقة تمت مثل هذه، وانتهت بالسجن والمخدرات والفاحشة، ثم بعدها لم ينفع الندم، وقولي لها: سننظر في حال هذا الشاب إن كان عاقلاً ونيته سليمة وهو من أسرة متدينة، فلا مانع من الزواج، ولكن ليس الآن ولا بهذه العلاقة غير الشرعية، وخوفيها بالله وأكثري من مدحها بالأعمال الطيبة.
(٢) من الأفضل أن يتصل الأب بالشاب ويجلس معه لمناقشته وتخويفه بالله أن هذه طريقة خاطئة، ويوضح له الطريق الصحيح إن كان صادقاً في نيته، فإن وجده شاباً عاقلاً ومتديناً لكنه متعجل ومخطئ ينصحه أن ينتظر، وبعد التخرج يتقدم لكم عن طريق والديه، فإن وافقتم يتم كل شيء بأسلوب صحيح، وإلا تعتذرون أو ربما هو يتغير رأيه فيما بعد، وعلى الأب أن يحذِّر الشاب من أي اتصال بالبنت بعد اليوم.
(٣) : فكري وتفحصي، ما هي أسباب بدء هذه العلاقة بين البنت وهذا الشاب، هل تربية البنت عندكم قد تمت على أصول حسنة وسليمة؟ فلا أغاني ولا أفلام، ولا قنوات فضائية غير منضبطة؟! وهل أهل البيت كلهم محافظون على الطاعات وأهمها أداء الصلوات والحشمة؟! وهل وصول البنت إلى المدرسة وعودتها منها يتم بضوابط شرعية صحيحة؟ وهل البنت لا تخرج للسوق إلا للضرورات، وإذا خرجت تخرج محتشمة ومعها من يرعاها؟ فهي في سن المراهقة، ومثل هذه الفترة تحتاج من الوالدين عناية واحترازاً شديدين، فإن كانت أسرتكم مهتمة وحريصة على هذا بفضل الله، فما حصل لا شك أمر خطير، ويلزمكم الحرص الشديد والعاجل على معالجته بالحكمة، سواء مع البنت أو مع الشاب الذي ابتليتم به، وإن كان الإهمال من البيت بسبب المخالفات الشرعية فإن هذه المشكلة واحدة من النتائج الحتمية لهذا التسبب، فاتقوا الله وسارعوا للتوبة حتى لا تتطور هذه المشكلة، وقد يحصل مثلها أو أشد وأعظم.
أما حل المشكلة هذه: فنوصيك ونوصي والدها بالحكمة والتعقل، وعدم العجلة، ما حصل أمر يمكن تداركه - بإذن الله- والخلاص منه بسهولة، إن وجهتموه الوجهة الصحيحة. وفقكم الله.