هذه القسوة وهذه الشدة من الوالدين وهذا الإلزام العجيب منهما والإصرار المتكرر على الأبناء في الامتثال ووجوب الطاعة ووجوب التدين والصلاة والالتزام بالطرق القاسية أو على الأقل المفتقدة للمرونة والليونة والتي تصور الصلاح أنه متأتي وحاصل مع الأمر والنهي، وينسى الوالدان أن الصلاح إنما هو قناعة وإيمان قلبي قبل أن يكون حسي أو ممارسة ظاهرية فقط.
الأبناء هنا أمام الوالدين صالحون وملتزمون ولكنهم في السر يرتكبون الأخطاء.. هذه الازدواجية ما كان لها أن توجد لو كان الوالدان لينين سهلين رفيقين بأبنائهم..
خامساً: على كل حال.. الشيء الجميل الذي يجب أن تدركه أيها الأخ العزيز أن البذرة الطيبة تبقى طيبة.. وما بذرته أنت من حرص كبير مع أبنائك في تحفيظهم القرآن وتربيتهم التربية الإسلامية لن يذهب سداءً، وستجد عودتهم إن عاجلا أو آجلاً بإذن الله إذ العادة وهو الحاصل مع عدد كبير من الأبناء الذين في مثل حالة أولادك هو عودتهم بعد أن يمارسوا ويملوا من الأمور التي كانوا يظنون بأنفسهم الحرمان منها..
ويبقى دورك هو الدعاء المستمر لهم بالهداية والصلاح.
سادساً: الأمر الأخير الذي يجب أن أذكرك بضرورة التركيز عليه وعدم إغفاله أو إهماله هو بقاء العلاقة مع أبنائك قوية فلا تجعل هذه الممارسات التي يرتكبونها سببا في مخاصمة مستمرة معهم أو نكدٍ دائم بينك وبينهم ...
أنت مهما كنت فلم تعد سيطرتك عليهم قائمة كما كانت في السابق ولذلك فإن الأمر الحسن والجيد في حقك هو بقاء شعرة معاوية قائمة بينك وبينهم ... عاملهم كالأخوة أو كالأصدقاء فإن لك دور الإرشاد والتنبيه والتخوّل بالنصيحة بين الفينة والأخرى وليس أكثر من ذلك. تقبلهم كما هم وما هم عليه من السلوكيات ولا تفترض أنهم صحابة أو يجب أن يكونوا كذلك نعم هي أمنية ولكن متى كانت كل الأماني متحققة؟؟
صدقني يا عزيزي انك بالملاطفة والممازحة والمصادقة معهم سوف ترى تغيراً كبيراً ونتيجة مثمرة بإذن الله.