-وعلى رأس طرق الإشباع "الإشباع الروحي الوجداني". إذ ليس أقوى من العاطفة الروحية في ملء الفراغ العاطفي الذي تعيشه الفتاة. إذا امتلأ قلب الفتاة بعاطفة دينية متوهجة دافئة دائمة التوقد، فلا تسل بعد ذلك عن قلق تعانيه، فقلبها هانئ ونفسها ساكنة، والعاطفة الدينية إذا توقدت في القلب فلا تنطفئ إلا في الجنة بإذن الله.
غير أني لاحظت أن بعض من نرشده إلى هذا يقول:"جربت وما فيه فايدة!! ". وكلامه قد يكون صحيحاً، لأن حلاوة القرآن والدين ليست حلوة على كل لسان، بل من لم يعتد عليها، أو قال "أجرب وأشوف" أو جربها وهو متردد، أو قلبه لا زال معلقاً بالماضي فهذا كما قال الإمام أحمد لا ينفعه شيء ولو تناطحت الجبال بين يديه!.
إن تحقيق اللذة والسعادة والهناءة والهدوء والسكينة من العاطفة الدينية ممكنة ومتيسرة، إذا أقبلت عليها موقنة بفائدتها، مقتنعة بها، واستمررت على ذلك وجاهدت نفسك زمناً، فلا شك ولا ريب ستجدين من اللذة ما وجدها الواجدون. تأمليها بستاناً وارفاً في رأس جبل، لابد أن تصعدي الجبل أولاً. وفقك الله وأعانك، وأذاقك من حلاوة الإيمان ما ذاق الصالحون، آمين.
-ومن طرق الإشباع العاطفي التعلق بالرموز والقدوات الصالحة، وعلى رأسهم التعلق بمن سلف من الأنبياء والصالحين..
-ومن الطرق الحب في الله لأخوات صالحات "تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه" جزء من حديث رواه البخاري (٦٦٠) ومسلم (١٠٣١) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ولكن احذري مما يسمى بالإعجاب.
-ومن طرق الإشباع العاطفي إشغال القلب عن طريق اللسان، بترداد ألفاظ وعبارات لها قدرة على تسكين القلب وإرضاء النفس. وهذا تماماً ما يحصل لدى القراءة الخاشعة للقرآن الكريم، والترداد المتدبر للأذكار النبوية. وهذا هو أحد معاني الأثر "من استكفى بالقرآن كفاه". ولاحظي معي يا أختي كلمة "استكفى" فصيغة الفعل تدل على المحاولة والبذل، وهذا يعني أيضاً أن القرآن لا يكفي من جاءه يريد منه أن يحل جميع مشاكله دون أن يكون منه بذل، أليس كذلك!!.
- ومن طرق الإشباع "التسلي"، أي إشغال النفس والذهن بأعمال أخرى نافعة، مثل القراءة والزيارات والمشاركة في الأعمال الخيرية من رعاية الأيتام والدعوة وجمعيات حفظ القرآن وغيرها. والتسلي مهم جدا؛ ً بل وضروري، لأن النفس والقلب كالإناء لابد من ملئه بشيء.
اللهم يا من قلوب العباد بين أصابعك، أطفئ لواعج قلب أختنا، واصرفه إلى طاعتك ومحبتك، واختر لها يا رب ما تكون به سعيدة هانئة في الدنيا والآخرة.. آمين.