الحمد لله، النجوم من آيات الله السماوية، قال سبحانه وتعالى:"وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون"[الأنعام: ٩٧] ، وقال سبحانه:"وعلامات وبالنجم هم يهتدون"[النحل: ١٦] ، فهو سبحانه وتعالى خلق النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يُهتدى بها، وهي مع ذلك من أعظم آيات الله الدالة على قدرته وحكمته ورحمته، فالاستدلال بالنجوم على معرفة الجهات ومن ذلك الاستدلال بها على القبلة أمر مشروع، وهو ثابت لا يختلف، والله تعالى- قد امتن في ذلك على عباده كما في الآيتين المتقدمتين، وعلم النجوم الذي يقال له التنجيم نوعان: علم تسيير، وعلم تأثير، فأما علم التسيير فهو معرفة دلالات النجوم على الجهات والأوقات، وهذه الدلالات لا تختلف من شخص لآخر، فهي سنن كونية قدرها الله سبحانه وتعالى كما قدر سير الشمس والقمر لمعرفة حساب الزمان، قال تعالى:"هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب"[يونس: ٥] ، وأما علم التأثير فهو التنجيم المنكر الذي هو ضرب من السحر، كما في الحديث الصحيح:"من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" أبو داود (٣٩٠٥) ، ولكنه قال "علما" بدل "شعبة"، وكذلك رواه ابن ماجة (٣٧٢٦) ، وكذلك الإمام أحمد (٢٠٠٠) ، بلفظ "ما اقتبس رجل علماً من النجوم إلا اقتبس بها شعبة من السحر، "ما زاد زاد"، وقال محققه إسناده صحيح، وقد حسنه الألباني، والمنجم الذي يستدل بحركة النجوم وبمواقع النجوم على الحوادث الأرضية والسُعد والنُحس هو من جنس العراف بل هو عراف، وفي الحديث الصحيح: "من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" الترمذي (١٣٥) ، وأبو داود (٣٩٠٤) ، وابن ماجة (٦٣٩) ، وقال الألباني صحيح، لأن الكاهن والعراف يدعي بما يدعيه علم الغيب، ثم إذا قال المنجم إن المولود إذا ولد في