وأنت تقول إن سبب عودتك للدخان هو العمل، والذين لا يحترمون شعورك ـ فأنا أقول: لك لا - أيها الأخ العزيز ـ فالعمل حثنا عليه ديننا الحنيف ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , وإذا كنت لا تستطيع أن تواجه ضغوط العمل أو الأشخاص الذين لا يحترمون شعورك إلا بالتدخين فتكون مخطئاً خطأً كبيرا، ً وكل العملية تكمن في أنك محتاج إلى إعادة ثقتك بذاتك لأنها تبدو مهزوزة والدليل إنك عدت للتدخين لمجرد شيء بسيط كان بمثابة بوابة للانتكاسة، وأود أن أزودك بمعلومة هامة وهي: إن إدمان الهيروين يوقع بك في السلوك المضاد للمجتمع، ويجعلك متدهوراً اجتماعيا، والفشل المستمر في العمل وما يترتب عليه من أشياء أخرى مثل القلق، وعدم القدرة على الاستقرار, والإحساس بالتوتر العصبية ولآلام بكل الجسم في حالة مرور عدة ساعات من تعاطيك للجرعة , مما يدفعك للعودة مرة أخرى إليه لتعيش مع الانشراح الاصطناعي وتبدو وكأنك في حلم , وغير مبال وكأنك منفصلاً عن العالم الواقعي.
أما عند سماعك للأشرطة النافعة وإحساسك بأنك لا تستفيد منها، وإحساسك بأنه قد طمس على قلبك، كل المشكلة تكمن هنا في ضعف " الأنا " لديك و "الأنا" قسم من أقسام جهاز النفس البشرية , كما يقول صاحب النظرية التحليلية إن "الأنا" هو مركز الشعور والإدراك الحسي الخارجي والداخلي، والعمليات العقلية ويعمل على التوافق مع البيئة ـ وإحداث التكامل وحل الصراع بين المطالب الملحة طبقاً للغرائز والشهوات، وبين الضمير الأخلاقي " للأنا الأعلى "
واليك أقسام الجهاز النفسي:(الهو - الأنا - الأنا الأعلى)
فالأنا هنا يقف موقف الوسط للتوفيق بين مطالب القسم الأول في ضوء الضمير
والقيم الأخلاقية فإذا فشل في عملية التوفيق (أي حدث له ضعف) فإن الشهوات والغرائز تنتصر وتسيطر على مسرح النفس ويقوم الفرد بارتكاب أي شيء مخالف للضمير الأخلاقي
عزيزي الأخ: إن كل ما حدث لك من مشكلات ناجم عن ضعف "الأنا" لديك, وعدم قدرته على التوفيق بين المطالب الغريزية الشهوانية وبين ضميرك, بصرف النظر عن الأسباب, فأنت تعلمها أكثر من أي شخص آخر خاصة إذا كان السبب أصحاب السوء, أو تذكرك للماضي وما يجلبه المخدر من لذة ومتعة وهمية خيالية كل ذلك أضعف "الأنا" لديك وجعلك تعود للتعاطي.
الأخ العزيز: حينما تقول أنك تتذكر الموت قبل الاستعمال فهو شيء من لوم الضمير لك إلا أنه من شدة اللوم ـ تريد معاقبة ذاتك فتقبل على التعاطي لأن "الأنا" لديك ضعيف ولم تستطيع تحمل الصراع، ولكي يقوي أناك إذن فعليك بالتوبة النصوح، والشعور بالذنب، لأن الشعور بالذنب بعد التوبة النصوح يعد استبصاراً حقيقياً لمعرفة الفرد بذاته وهنا يقوى "الأنا" في ضوء الإيمان بالله والرغبة الصادقة في التخلص من المشكلة، وكما قلت في البداية قول الله تعالى: (لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا (.