للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال العلامة ابن باز – غفر الله له -:" وقال –تعالى-:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " وهذه الآية تدل دلالة صريحة على أن الله –سبحانه- قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف نبيه -عليه الصلاة والسلام- إلا بعد ما بلّغ البلاغ المبين، وبيّن للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح أنَّّ كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه إلى الدين الإسلامي من أقوال وأعمال فكله بدعة مردودة على من أحدثها ولو حسن قصده (مجموع الفتاوى ١/٢٢٤) .

قلت: وهذه الآيات التي ذكرها باعثوا هذه الرسائل، وما رتَّبوا عليها من الوعد والوعيد والترغيب والترهيب إنما هو من قبيل الإرهاب الفكري، الضغط النفسي لإخضاع الناس لمزاعمهم وأباطيلهم، وإرغامهم على قبول البدع والمحدثات خوفاً من القادم المجهول!! وهي طريقة يلجأ إليها المفلسون حين تنفذ وسائل السيطرة على الآخرين بطريق الحوار والإقناع السليم بمصداقية ما يتبنونه من آراء ويعرضونه من فلسفات وأفكار.!!

ولا نشك طرفة عين أن ما ذكره هؤلاء الدجاجلة والمشعوذين إنما هو بدعة وضلالة، وافتيات على الشارع الحكيم، وتقدم بين يدي الله ورسوله بكل وقاحة وسذاجة، فضلاً عن كونها كهانة جديدة، وضرباً من العرافة البغيضة، وادعاء لعلم الغيب بكل صلف وغرور وبكل حماقة واستهتار، وما درى هؤلاء الأفاكون أنهم يسنون للناس سُنَّة سيئة يتحملون وزرها ووزر من عمل بها من بعدهم إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيء كما جاء في الصحيحين وغيرهما، ومرتكبين في الوقت نفسه ناقضاً من نواقض الإسلام بادعائهم علم الغيب ضاربين بصريح القرآن عرض الحائط!! وإلا فكيف يستقيم لهم ما يزعمون، والله يقول:" قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ويقول: " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويقول: " أم عندهم الغيب فهم يكتبون ".

<<  <  ج: ص:  >  >>