كما تذكر في استشارتك بأن والداك منفصلان منذ فترة طويلة أي منذ أن كنتم صغاراً مما أضطركم إلى العيش مع أخوالكم وهذا هو بداية التغير السلوكي لأختك؛ ويبدو أن سلوكها قد وجد بيئة مناسبة لينشأ ويتنامى شيئا فشيئا لاعتبارات كثيرة منها: حالة الكذب أو الضغط الذي مورس معها في صغرها أو بسبب إثبات النفس بأنها قوية وتريد أن تملك مالاً تقليداً لمن حولها!! أو بسبب الحالة الاقتصادية التي حدثت لكم بعد الانفصال، وبعدم وجود الدعم المادي المساعد والمشبع، وقد يكون العطف الزائد من الأقرباء عليكم وعليها خصوصاً من خلال إعطائها مالاً بشكل مستمر في صغرها أوجد عندها حباً له ورغبة ملحة في استمراره، والإحساس بالضعف في فقده مما يجعلها تلجأ للسرقة والحصول على المال بالسرقة.. وما سبق أسباب رئيسية قد يكون بعضها منطبقاً على وضعية أختك، والظروف التي عاشتها لا شك أن لها أثراً كبيراً في سلوكها.. وسأورد لك بعض الطرق التي أسأل الله - جل وعلا - أن تكون لك في حل مشكلة أختك.
أولاً: تعامل مع أختك على أنها مريضة عضوياً تحتاج عناية مباشرة واهتمام خاص وما استشارتك إلا دليل حرصك واستشعارك لخطورة مشكلتها نفسياً واجتماعياً.
ثانياً: تحدث مع أختك بصراحة متناهية وداخل جو يسوده الود والاحترام ما هي أسباب ممارستها الكذب والسرقة وما مشاعرها حينما يكشف الآخرون سلوكياتها!! فمواجهة وكشف الحقائق بداية رائعة للمساعدة..
ثالثاً: ما المانع بأن تعيش أختك معك مع والدتك بتغيير التربية التي نشأت معظم حياتها فيها ولتكون قريبة منك لممارسة أسلوب التحصين التدريجي من الكذب والسرقة.
رابعاً: قدم لأختك بعض الكتب والأشرطة النافعة حول ظاهرة الكذب والسرقة ومخاطرهما النفسية والاجتماعية والدينية على المسلم، ولتقدمها على شكل هدايا ومعها بعض العطورات (والإكسسورات) المحببة لها لتكون ذات قرب أكثر لقلبها.
خامسا: ما المانع بأن تبحث لأختك عن رجل صالح ليكون زوجاً لأختك خاصة وهي في عمر تحتاج فعلاً للإسراع في الزواج.. ولنا في عمر -رضي الله عنه- أسوة حسنة حينما عرض ابنته على الصحابي الجليل أبو بكر ثم عثمان بن عفان - رضي الله عنهم- ومن ثم تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم-. فاحرص -حفظك الله- على مساعدتها على الزواج؛ لأنه من وسائل العلاج المناسبة لمثل حالتها.
سادساً: اشغل وقتها بإلحاقها بأحد الدور النسائية النافعة، أو تكميل تعليمها إن لم تكن متعلمة.
سابعاً: إشعارها بقيمتها وزيادة ثقتها بنفسها عن طريق استشارتها بالأمور الخاصة بعائلتكم فالجلسات العائلية له آثار إيجابية على الفرد.
ثامناً: تحلى بالصبر وعدم استعجال النتائج واخلص النية لله عز وجل في مساعدتها والله -تعالى- سيعينك وييسر لك الأمر.