ثالثاً: إن خطر الانفتاح على الغرب عبر نافذة الإعلام أحدث من الشر ما لا يخفى في ديار المسلمين, فكيف بفتى صغير يعيش في عمق تلك النافذة, يرتاد المدارس التي تنتشر فيها الفواحش والمحرمات, ورفقاء السوء بالمرصاد يهدمون ما يبنيه الآباء والأمهات بكرة وعشياً، نُشِرَ تقرير هنا في سويسرا قبيل أشهر, يحذر خبراؤهم من عواقب إدمان الحشيش على التلاميذ الذين يفتتحون اليوم الدراسي بتعاطيه، والحشيشة عند هم من الصغائر.
ـ من عادتي زيارة إحدى أسر المسلمين التي تشتت أوصالها بالطلاق, فاكتشفت أن الابن الأصغر قد أصبح ميالاً لعمل قوم لوط, ولا يعلم أحد من أهله بالمصيبة, فلا حول ولا قوة إلا بالله، والقصص كثيرة، ورحم الله القائل:
وما ينفع الجرباء قرب صحيحة إليها ولكن الصحيحة تجرب
رابعاً: اهتمامك بحال ابنك دليل على يقظة ووعي, فقده - للأسف- كثير من المغتربين لم يصحوا إلا بعد فوات الأوان، وهو إبراء لذمتك أمام الله -تعالى- وإعذار إليه, فاثبتي على النصح, واجلسي مع حبيبك جلسة الأم الحنون المشفقة على وليدها, أظهري له الحب والتقدير، اسمعي كلامه, واسأليه عن همومه وأشجانه, وأحلامه وأهدافه؛ حتى يجد العوض عما فقده من جهة الأبوة.
خامساً: شجعيه على حفظ المزيد من كتاب الله -تعالى-, واسأليه عن معنى آية كذا؟ وكيف ترجم معناها إلى الإنجليزية؟ واذكري ابن فلان الذي حفظ سورة كذا، وسورة كذا, واطرحي الأمر على إخوانك في المركز الإسلامي، والمدرسة القريبة؛ ليستوصوا بابنك خيراً.
سادساً: سليه:"ما أخبار أصدقائك الصالحين؟ ", واقترحي أن يدعوهم للأكل عندكم, وللمبيت أحياناً, وللاجتماع لمراجعة الواجبات المدرسية, وللخروج للنزهة والرياضة.
سابعاً: حدِّثيه عن حلمك يوم ترينه رجلاً, ورب أسرة ناجحاً, معتزاً بدينه, قوي الشخصية, صلب العزيمة, ليس تابعاً لكل ناعق من أصدقائه, واصرفي نظره لما يقع لإخوانه الشباب بأرض فلسطين وغيرها، فإذا أحس حينئذ أن له موئلا يبث إليه مشاعره - ولن يجد خيراً من أمه - فلن يذهب بعيداً عنك إذا تقدمت سنه, واكتمل عقله , وسيذكر كلماتك وإرشادك , ولا تستعجلي النتيجة والثمرة,
ثامناً: لتكن العقوبة بمقدار الملح في الطعام, واحذري نفوره عنك بسبب ذلك؛ فإنه يعيش في بلاد ستوفر له جراية شهرية ومسكناً مستقلاً, فإنما هي فترة المراهقة وتمر, فعليك بالصبر واحتساب الأجر.
تاسعاً: الهجي بكثرة الدعاء له في السجود وجوف الليل، وأوقات الإجابة, وألحي، وتضرعي، وأيقني بالإجابة؛ فإن الله -تعالى- لن يخيب ظنك، ولن يترك سعيك.
عاشراً: واعلمي ختاماً - بارك الله فيك - أنه بحسب طاعتك لله وإخلاصك
سيحفظ ابنك, فإنه -سبحانه- بعث موسى والخضر - عليهما الصلاة والسلام - لبناء جدار يحفظ كنز الأيتام , والسبب ... "وكان أبوهما صالحا " [الكهف: ٨٢] .
أسأل الله -تعالى- أن يوفقك لما فيه الخير، وأن يحفظ ذرية المسلمين أجمعين, والله أعلم.