قال ابن جرير- رحمه الله- بعد ذكر الروايات:(والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره- أخبر عن نبيه صلى الله عليه وسلم أن المشركين كادوا أن يفتنوه عما أوحاه الله إليه ليعمل بغيره، وذلك هو الافتراء على الله، وجائز أن يكون ذلك ما ذكر عنهم من ذكر أنهم دعوه إلى أن يمس آلهتهم ويلم بها، وجائز أن يكون ذلك ما ذكر عن ابن عباس، رضي الله عنهما، من أمر ثقيف ومسألتهم إياه ما ذكرنا، وجائز أن يكون غير ذلك، ولا بيان في الكتاب ولا في خبر يقطع العذر أي ذلك كان، والاختلاف فيه موجود على ما ذكرنا، فلا شيء فيه أصوب من الإيمان بظاهره حتى يأتي خبر يجب التسليم له ببيان ما عني بذلك منه) . ابن جرير ١٥/٢٠.
وأما السيوطي فقد ذكر أن ابن مردويه وابن أبي حاتم أخرجا من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن ابن عباس، رضي الله عنهم، قال: خرج أمية بن خلف وأبو جهل بن هشام ورجال من قريش فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، تعال فاستلم آلهتنا وندخل معك في دينك. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه فراق قومه ويحب إسلامهم فرقّ لهم، فأنزل الله: (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا