ثانياً:- الصبر على المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها:- فالمسلم يصبر على معاصي الله، يصبر عن الأمور التي حرمها الله عليه، يكف نفسه عنها، ويلزمها الصبر والتحمل، ويتذكر مقامه بين يدي الله [ولمن خاف مقام ربه جنتان] يصبر عن مشتهيات النفس التي تدعوه إلى المخالفة، يصبر فيغض بصره، يصبر فيحصن فرجه، يصبر فيمتنع عن الحرام وكل المغريات التي تدعوه إلى المخالفة، صابر في كونه يؤدي الأمانة ويؤدي الحقوق إلى أهلها، صابر في حسن تعامله.
ثالثاً / صبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها:- المسلم كذلك يصبر على أقدار الله المؤلمة التي قد تناله في جسده أو في ماله أو في ولده يؤمن حق الإيمان بأن الله على كل شيء قدير وأن الله علم الأشياء قبل كونها وكتبَها وشاءَها وقدرَها (جاء في الحديث) [عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، أو أصابته سراء شكر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن وقال تعالى {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه} قال علقمة:- وهو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
وأختتم جوابي بهذه الآية الكريمة التي لو قرأها الإنسان وتدبرها لهانت عليه مصائب الدنيا قال تعالى {ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}(سورة البقرة)
وهذه الأنواع الثلاثة (أقسام الصبر) هي التي قال فيها الشيخ عبد القادر في [فتوح الغيب] لا بد للعبد من أمر يفعله، ونهي يتجنبه وقدر يصبر عليه]
وأخيراً من أراد الاستزادة فليراجع الكتب التي تتحدث عن الصبر والصابرين.
وأنفس شيء في هذا هو كتاب [عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين] للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى ...
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في دينه إنه سميع مجيب الدعاء،،،