اخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله: مشكلتي في زوجي لا اعرف كيف أصفه وتكمن مشكلتي معه من وجهين الأول شدته في معاملة ابنائة وغلظته حتى في ابسط الأمور فهو لا يكلمهم إلا في أسوأ ما عملوا وفي تعداد عيوبهم..!! لا يشكر لأحد منا على شيء.. كثير الضجر منا رغم حسن أخلاقي وأخلاق أبنائي..!! نحترمه ونقدره ونستشيره في كل شيء ومع هذا لا نجد إلا الرفض والتنقيص منا ... أما عن معاملته لمن هم خارج البيت فالنقيض تماما فالابتسامة لهم والاحترام لهم والانبساط وانشراح الأسارير لهم ويقول هذه إنسانية وحسن معاملة مع الناس..!!!!!
أما الأمر الثاني فهو تغير أحواله الدينية فقد كان ممن يرتاد الدروس والمحاضرات ويسمع الخطب والمواعظ ويطلب العلم في الكتب ثم بدأ يتركها شيئا فشيئا حتى انقطع عنها تماما وأغلق على نفسه الباب.. لا اعرف كيف أتعامل معه.. عنيد غليظ لا يسمع نصيحة وربما ظن أنها انتقاص له.. يحاول إصلاح أبنائه وهو لا يسعى إلى إصلاح نفسه ويرى نفسه على صواب دائما لذلك فأبناؤه لا يتقبلون نصحه وأنا كنت لا أخالفه أبدا وأسعى إلى إرضائه دائما ولكني مللت فلم يزد مع الأيام إلا سوء وغلظة فلا يذكر لي خيرا قط..!! أحسست أن طاعتي له بهذه الصورة سلبية مني أثرت على أبنائي فأصبحت لا أستطيع الدفاع عنهم أمامه.. لا اعرف ماذا افعل؟ وجهوني كيف أستطيع تغيير شخصيته مع العلم أن اللين والكلام الطيب لم يجدي معه وجزاكم الله خيرا.
الجواب
أختي الكريمة:.
لعلك تعلمين أن التغيير الذي نريد أن يحدث في شخص ما يحتاج إلى عدة أمور منها:- أولاً: معرفته المسبقة بخطئه وبعيوبه. ثانياً: إرادته ورغبته بالتغيير. ثالثا ً: مستوى ثقافته ونوعية قناعاته. وغير ذلك من الأمور التي تحتاج إلى تفصيل كثير. وبالتالي فإن تغيير شخص ما ليست بالبساطة التي يتصورها الإنسان؛ لأنها تغيير في جبله وطبع موروث أو مكتسب والجبلة والطبع راسخان غالباً رسوخ الجبال، فهذا الأقرع بن حابس رضي الله عنه صحابي لكنه لم يقبل أحداً من أولاده، وهذا أبو سفيان رضي الله عنه رجل شحيح كما وصفته زوجته هند بنت عتبة التي كانت تشتكي لرسول الله صلى الله عليه وسلم من شحه وبخله.