(١) الاطلاع على عيوب النفس وآفاتها، ومن لم يطلع على عيوب نفسه لم يتمكن من إزالتها.
(٢) التوبة والندم وتدارك ما فات في زمن الإمكان.
(٣) معرفة حق الله -تعالى- فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله -تعالى-.
(٤) انكسار العبد وزلته بين يدي ربه -تبارك وتعالى-.
(٥) معرفة كرم الله -تعالى وعفوه ورحمته بعباده في أنه لم يُعجل عقوبتهم مع ما هم عليه من المعاصي والمخالفات.
(٦) مقت النفس والإزراء عليها، والتخلص من العجب والرياء والسمعة.
(٧) الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد.
(٨) رد الحقوق إلى أهلها، وحسن الخلق، وهذه من أعظم محاسبة النفس.
أخي الكريم: فحق على الحازم العاقل، المؤمن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها، وسكناتها، وخطراتها، وخطواتها، فكل نَفَسٍ من أنفاس العمر جوهرة نفيسة يمكن أن يشترى بها كنز من الكنوز، لا يتناهى نعيمه أبد الآباد، وإضاعة هذه الأنفاس أو شراء صاحبها ما يجلب هلاكه خسران عظيم، لا يسمح بمثله إلا جاهل، بل هو من أجهل الناس وأحمقهم، وأقلهم عقلاً وفهماً، وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ"[آل عمران:٣٠] .
وبهذه الروح الإيمانية، والنفس اليقظة نستقبل عامنا الهجري الجديد، وكلنا عزم على استدراك ما فات، والعمل على إرضاء الله - جل وعلا- في جميع أحوالنا هذا، والله أعلم، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.