رابعاً: للإنسان المصاب بهذه المشكلة دور كبير في التخلص منها.. عن طريق تغيير أفكاره السلبية تجاه نفسه إلى أفكار إيجابية.. مفادها أنه ليس أقل قدراً وقدرة من الآخرين.. وأنه ليس محوراً لاهتماماتهم.. حتى وإن توجهت أنظار بعضهم إليه.. فإنها في الغالب الأعم نظرات شاردة لا تعني أي شيء بل إن كثيراً من أصحابها لا يعون مما تقع أعينهم عليه إلا أقل القليل.. وكل منهم مشغول بنفسه وبمشاكله الخاصة.. ولذا فيجب على المرء الذي يعاني أن يكون واقعياً وعقلانياً في تفكيره.. وألا يحمل الأشياء أكثر مما تحتمل.. وأن يبادر بالهجوم على هذه المواقع التي يخشاها.. ولا يضع خيار الانسحاب دائماً في المقدمة.. فالانسحاب يعني الهزيمة والتراجع..والتراجع الأول يعني مزيداً من التراجع.. وهكذا..!!!
خامساً: لعلاج هذه المشكلة.. هناك نوعين من العلاج وهما:
أ- العلاج الدوائي.. ويعتمد على بعض العقاقير الطبية التي تخفف من بعض أعراض الخوف.. وبالتالي يمكن التعامل مع المواقف بشكل طبيعي.. حتى يتغلب الإنسان على خوفه ويواجه الواقع بشكل طبيعي.
ب- العلاج السلوكي.. المعرفي.. ويعتمد فنيات الاسترخاء والإيحاء الذاتي.. والتدرج في مواجهة المواقف المشكلة أو المزعجة!!! ويتم ذلك في البداية على شكل جلسات مع الطبيب أو الأخصائي النفسي ويلزم تعاون المريض واستجابته للتعليمات.
سادساً مشكلتك يا أخي الكريم.. في بداياتها.. فلا تردد أبداً في استشارة الطبيب النفسي.. وثق أنك قادر بإذن الله على تجاوزها.. فنسبة من يشفى من هذه الأمور عالية جداً.. والنتائج مشجعة.
سابعاً: قبل هذا وبعده.. أوصيك ونفسي.. أن تذكر الله على كل حال.. وأن تبدأ يومك بقراءة الورد الصباحي وشيء من القرآن الكريم.. ثم تأخذ نفساً عميقاً وتستمد من ثقتك بربك.. ثقة بنفسك.. وتتفاءل بيومك هذا بثقة المؤمن وعزته.. وتنطلق إلى أعمالك مطمئن البال ولا تسمح لأي كان بأن يفسد عليك صفاءك النفسي وثقتك بأنك لست أقل من غيرك.. بل ربما تفوقت على غيرك بأمور كثيرة.. وأحسن نيتك.. وأصلح سريرتك.. وأستعذ بالله - قائماً وقاعداً - من نزغات الشيطان.. ولا يزال لسانك رطباً بذكر الله والصلاة على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.. ولا تنسى وردك المسائي.. ثم أختم يومك بالوتر.. وقبل النوم.. خذ نفساً عميقاً مرة أخرى وتفاءل بغدك.. وذكر نفسك مرة أخرى.. إنك قادر بإذن الله على مواجهة الحياة بهمة عالية.. وتفاؤل كبير.