خامساً: إن ما تعاني منه بشكل أو بآخر هو في مجمله " خوف من فقدان قيمتك لدى الآخر..!!! أو أن تتغير نظرته إليك إلي السلب بدل الإيجاب.. بسبب أو بآخر..!!! والأخر هذا..سواء أكان صديقاً أو قريباً.. صغيراً أو كثيراً.. فرداً أو جماعة.. ربما لا يعنيه من أمرك إلا القليل.. ولديه ما يشغله عنك.. وعما تقوم به.. حتى وأن لقيت نظرة بعض الوقت.. إلا أنه سرعان ما ينسى.. وينشغل في أموره الخاصة..!!! ولذلك فلا تنشغل كثيراً بموهبة الأثر الذي تركته لدى الآخر.. طالما أنك قمت بالتعامل كما يجب.. علماً أنك لن تنال الرضى من كل الناس وفي كل الأحوال..!!! فالناس يتباينون في عقولهم وأهدافهم وفهمهم.. ولا بد أن تقدر ما تثير إعجاب البعض.. فإنك تثير سخط البعض..!!! ثم لنفترض - جدلاً - أنك استطعت أن ترضي جميع الناس وتكسبهم.. ولكنك خسرت تقديرك لنفسك.. واحترامك لذاتك..!! فهل ستكون سعيداً..؟!!
يا عزيزي.. يجب أن تقف مع نفسك وقفة صادقة.. لتسألها بوضوح.. من يمسك بزمام نفسك؟ أنت.. أم الآخر..؟ وعليك أن تختار من هذه اللحظة.. هل ستكون الرافض..؟! أم المرفوض..؟!!
أعتقد - جازماً - أنك ستمسك أنت بزمام نفسك.. ولن ترضى أن تكون المرفوض..!!! بل ستتعامل مع الآخر بموضوعية.. وثقة.. متيقناًً من قدراتك وإمكاناتك مع ذاتك بحسناتها وسيئاتها فأنت في النهاية بشر.. لم ولن تبلغ درجة الكمال..!
سادساً لتعلم - أخي الكريم - أن الإنسان.. معرض بحياته لجوانب عديدة من النجاح والفشل.. والفرح والحزن.. والثقة والإحباط.. والتفاؤل والتشاؤم.. والأمل واليأس ... وغير ذلك.. من تجاذبات نفسية متناقضة.. وغريبة!!! والطريقة المثلى للتعامل مع لحظات الضعف البشري والاهتزاز النفسي هي الثقة المطلقة.. بأن هذه الهواجس مؤقتة وستزول سريعاً.. وعدم التوقف أمامها طويلاً أو التأثر بها على أنها واقع الحال لشخصيتنا..!!!
سابعاً: أما ما تجده عند اجتماعك بزملائك.. ومحاولتك الحديث.. وعدم قدرتك عليه.. وتوقعك لنظرتهم إليك.. فهذه " هواجس سلبية!! " أنت المسؤول عن إيجادها في نفسك.. ولا حقيقة لها في واقع الأمر..!!! ثم لا تعتقد أنك مطالب في أي جلسة بأن تكون المتحدث الرسمي بها.. وألا اعتبروك إنساناً هامشيا ً..!!! هذا يا عزيزي غير صحيح إطلاقاً.. لأن المشاركة لا تعني الحديث فقط.. بل مجرد الاستماع وإظهار ما يدل على التفاعل مع الحديث إما بعلامات الإيجاب أن الاستغراب أو التعجب.. أو السؤال عما خفي عنك هذه كلها مشاركات تحسب لك.. وتسر جليسك وتخرجك من دائرتك الضيقة إلى دوائر أكثر اتساعاً وشمولية وتفاعلاً..!!
ثامناً: لا تفكر كثيراً بما يقوله الآخرون عنك.. وتبحث عن أي تفسير لنظراتهم..!! صدقني كل مشغول بنفسه حتى الذي ينظر إليك قد يكون يفكر بأمر يخصه ذاتياً.. وحتى لو فكر بك قليلاً فسرعان ما ينشغل عنك بأموره الخاصة.. فلا يشغلك هذا الأمر كثيراً.. وانقل تفكيرك إلى طريقة "هجومية " فحواها " ماذا تفكر أنت به عن الآخرين.. وما هو تقييمك لهم.. ومدى رضاك عنهم.."