وأما رقم (٧) : متى تم تحريف الكتاب المقدس؟ فالإجابة عنه بمتى تم كتابة الكتاب المقدس؟ وعلى يد من، وفي أي زمن، وما لغته الأولى، ومن ترجمه ومتى ترجم، وأين النسخة الأصلية؟ وهل النص الموحى به واحد أم متعدد؟ وأين النصوص من عند الله؟ التوراة السامرية أم التوراة البابلية؟ وإذا كان الإنجيل واحدًا فأي الأربعة من عند الله، وما سبب اختيار هذه الأربعة من مائة إنجيل في مطلع القرن الرابع الميلادي؟ هل رسائل الرسل جزء من الوحي؟ وما دليل ذلك؟ وهل نزل بها روح القدس أم أنها ثقافة دينية فلسفية؟ ومن الذي أوحى إليهم بها؛ أهو الله أم المسيح أم هما معًا؟ وإذا كانت الإجابة في الرسائل على الأسئلة وحيًا؛ فهل السؤال نفسه كان وحيًا؟ وما الدليل؟ ماذا تقول عن إنجيل الصبوة، وماذا عن الكتب التي ورد اسمها في العهد القديم ولم يرد لها أثر في الكتاب المقدس؟ كلها أسئلة تنشد الإجابة، وبخاصة ما يتعلق باللغة الأولى لكل سفر والترجمة والمترجم وزمن الترجمة وأين الأصول وكيفية المطابقة الآن ... إلخ.
وأما ما ورد في القرآن فلا يتأتى تعميمه على جملة الكتاب المقدس بل هو خاص ببعض المواطن التي هي بقية من حق كتوحيد الله ونبوة موسى وعيسى والوصايا العشر وبعض القيم الخلقية وبعض الحدود المقدرة ونزول توراة على موسى وإنجيل على عيسى فيهما هدى ونور، ووصف القرآن بأنه مصدق لما بين يديه في الآيات التي ذكرتها فيه دلالة عملية على تأكيد البشارات التي صرحت بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، في العهد القديم والجديد؛ مِن بعثِ نبي من بني إخوتهم، والحديث عن البارقليط والمعزّى وروح القدس في العهد الجديد، فجاء النبي بهذا الكتاب مصدقًا لما ورد عند اليهود والنصارى من بشارات وردت تدل على نبوة محمد وصفات وسمات أمته. والله يهديني وإياك إلى الحق، ولك مني كل تحية، وفي انتظار ردكم الجميل.