ما كتبته في سؤالك من كون اليهود لا يذكرون تحريف المسيحيين للإنجيل؛ فأنت تعرف أن اليهود لا يعترفون بالمسيح عليه السلام، ولا يسلِّمون له بنبوة أو رسالة كما يعتقد المسلمون، ولا يعترفون له بنبوة أو ألوهية كما تعتقدون، فكيف يتناولون الإنجيل بالبحث وأصله كاذب عندهم وهو ابن غير شرعي بالنص الوارد في العهد الجديد؛ (لسنا أولاد زنا) . وأما النصارى فهم مختلفون في العهد القديم، من حيث عدد أسفاره، والخلاف بين الكاثوليك والأرثوذكس واضح في هذا، بل في الطبعات المنشورة؛ فضلاً عن النقد الموجه إلى العهد القديم، كما كتب في ذلك شارل جينييبرت في كتابه:(المسيحية نشأتها وتطورها) . وما كتبه سبينوزا في كتابه:(رسالة في اللاهوت) . وما كتبه دوان في كتابه:(خرافات الإنجيل) . وما كتبه عوض سمعان في كتابه:(الكتاب المقدس في الميزان) . وما كتبه الطاهر التنين في كتابه:(العقائد الوثنية في الديانة النصرانية) .
وأما ما ذكرتموه تحت رقم (٦) - ولا أدري أين الأرقام السابقة- عن الآثار والمخطوطات فإنها متأخرة في الزمن عن موسى وعيسى عليهما السلام، والعبرة بكتابة النص بين يدي النبي أو الرسول لا بعده بعشرات السنين، كما في الإنجيل، أو مئات السنين، كما في العهد القديم، كما أن الكتابة عمل فردي لا جهد لجنة علمية متخصصة بلغة العصر ولذلك تعدد المكتوب بتعدد الكاتبين واختلف المحتوى باختلاف حالهم.