بقي -أيها السائل الكريم- أن ألفت نظرك إلى أن الحديث دل على أن سورة الأحزاب كانت سورة طويلة تعدل سورة البقرة، ولا تلازم بين أن تعدل سورة البقرة في الطول، وأن تكون مماثلة لها في عدد الآيات، فسورة الشعراء - مثلاً - هي أكثر من سورة آل عمران في عدد الآيات، مع أن آل عمران ضعفها في الطول.
وأخيراً فيجب أن تعلم يقيناً، أن ما بين أيدينا الآن هو كلام الله الذي أنزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم-، بقي منه ما أبقاه الله، ونُسخ منه ما أراد -تعالى- نسخه، ونقله إلينا في كل عصر عدوله، حتى بلغنا غضًّا طريًّا كما نزل، بلا نقص ولا زيادة، فهذه حقيقة لا يعتريها شك، وإجماع أهل الإسلام لا يختلفون فيه، وهو مصداق قوله -تعالى-: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"[الحجر:٩] هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.