وقال رحمه الله:"ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وخلفاؤه يجهرون بعد الصلاة بقراءة آية الكرسي ولا غيرها من القرآن، فجهر الإمام والمأموم بذلك والمداومة عليها بدعة مكروهة بلا ريب" [مجموع الفتاوى (ص ٥٠٨) ] .
وقال رحمه الله:"فقراءة القرآن كل واحد على حدته أفضل من قراءته مجتمعين بصوت واحد، فإن هذه تسمى قراءة الإدارة، وقد كرهها طوائف من أهل العلم " [مجموع الفتاوى (٣٠/ ٥٠) ] وينظر كذلك (جزء ٤، ص ٤٢٨) .
والمراد هنا للتعبد، وأما للتعليم فقد رخص فيه كثير من أهل العلم.
مما تقدم يتضح منهج شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الذكر الجماعي، وأنه كما قرره بعبارته -رحمه الله- حيث قال:"فما سن عمله على وجه الاجتماع كالمكتوبات فعل كذلك، وما سنَّ المداومة عليه على وجه الانفراد من الأوراد عمل كذلك".
فوائد:
(١) عندما يرد لفظ الذكر الجماعي أو الاجتماع للذكر في كلام العلماء أو ما يدل على هذا المعنى في النصوص الشرعية فهو لا يعني الذكر بصوت واحد من تسبيح ونحوه بل المراد مطلق الاجتماع للذكر من مذاكرة علم أو استماع لقراءة أو نحوه, أما الذكر بصوت واحد فأمر زائد على مطلق الاجتماع.