فإن النصوص الشرعية قد جاءت ببيان أن لله –تعالى- أولياء؛ كقوله – سبحانه وتعالى-: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون"[يونس:٦٢-٦٣] ، وغير ذلك من الآيات الكريمة، والولي هو من والى الله –تعالى- وتقرَّب إليه بمرضاته وبموافقته فيما يحب – سبحانه-، والمؤمنون المتقون الذين هم أولياء الله –تعالى- يجعل الله لهم مخرجاً مما ضاق على الناس ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، فيدفع الله عنهم المضار، ويجلب لهم المنافع، ويعطيهم الله –تعالى- أشياء من الكرامات، وخوارق العادات، وهذه الكرامات للأولياء ثابتة بالكتاب والسنة، كما وقع لعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد -رضي الله عنهما- وكما وقع لغيرهما من الصحابة –رضي الله عنهم- والتابعين، وأعظم الكرامات: الاستقامة على طاعة الله –تعالى- والالتزام بكتابه وسنة نبيه –صلى الله عليه وسلم-، ولذلك قال بعضهم:(كن طالباً للاستقامة لا طالباً للكرامة، فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة، وربك يطلب منك الاستقامة) ،وليس من شأن الولي أن يتحدث بالكرامة، ويباهي بها، فإن ذلك من حب الظهور والسمعة، مما يتنافى مع أصل التقوى والولاية، فإذا ثبت حصول الكرامة لشخص فعندئذ نصدق بها، ولذلك ينبغي التثبت والتيقن، فما كل ما يتحدث به الناس ويتناقلونه في هذا الباب يكون ثابتاً وصحيحاً، وما ينقل من الخوارق عن غير المؤمنين المتقين – مما يقع لبعض الناس من المسلمين وغير المسلمين- فهو قضاء حاجات استدراجاً لهم في الدنيا، وعقوبة لهم في الآخرة، ووقوعه ممكن في الدنيا، ولا يستطيع الأولياء بعد موتهم أن ينفعوا أنفسهم ولا غيرهم، كما لا يستطيعون أن يدفعوا ضراً عن أنفسهم، ولا عن غيرهم، والله –تعالى- هو النافع الضار، المتفرد بإجابة الدعاء عند الاضطرار، فمن زعم أن أحداً من الخلق بيده شيء من ذلك خارج السنن الكونية التي أجرى الله –تعالى- الكون عليها، فهو مخطئ، ولذلك فالذي يتخذ