وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الجواب عن هذا السؤال: أن نقول كما قال ربنا -عز وجل-: "ليس كمثله شيء"[الشورى: ١١] وقال: "ولم يكن له كفواً أحد"[الإخلاص: ٤] ، وقال تعالى:"فلا تضربوا لله الأمثال"[النحل: ٧٤] وغيرها من النصوص الدالة على نفي مماثلة الله لخلقه، والواجب على المؤمن التصديق والقبول بما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر عنه نبيه - صلى الله عليه وسلم- وأنه حق على حقيقته، والحذر من أربعة أمور:
الأول: التمثيل: بأن يعتقد مماثلاً لله تعالى في ذاته أو صفاته أو أفعاله.
الثاني: التكييف: بأن يعمل ذهنه القاصر في تصور كيفية صفات الله، ومحاولة تعيينها وقد قال الإمام مالك - رحمه الله - لمن سأله عن كيفية الاستواء (الاستواء معلوم - أي معلوم المعنى في لغة العرب وهو العلو - والكيف مجهول - أي أن عقولنا لا يمكن أن تتعقل كيفية صفات الله، وإن كانت تتعقل معناها من حيث اللغة - والإيمان به واجب - لأن الله أخبر به ورسوله عليه السلام - والسؤال عنه بدعة - لأن الصحابة - رضي الله عنهم - لم يكونوا يسألون عن الكيفيات، وهذا السؤال الذي يلقيه بعض المتفلسفة - كما ذكر السائل - من هذا القبيل فنقول:"النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) .
الثالث: التعطيل: بأن ينفي دلالة النصوص، ولا يعتقد شيئاً، بل يقتصر على الإيمان بالألفاظ دون ما تضمنته من المعاني، كما يفعل أهل التجهيل الذين يسمون أنفسهم (أهل التفويض) .
الرابع: التحريف: بأن يصرف النصوص عن معانيها المرادة لله تعالى، التي دلت عليها لغة القرآن إلى معان يقترحها هو، ويزعم أنها مرادة لله - عز وجل - دون دليل، كما جاء في السؤال من تحريف نزول الله تعالى إلى نزول أمره ورحمته، فهذا تحريف باطل من وجوه:
أ- أنه قول على الله بغير علم، في مقام خطير، قال تعالى: "وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" [الأعراف: ٣٣] .