ب- أنه تنقص لنبيه - صلى الله عليه وسلم - واتهام ضمني له بعدم البيان والتلبيس، على الأمة وقد كان يسعه أن يقول - وحاشاه - ينزل أمر ربنا. ونحو ذلك.
ج- أن هذا التحريف يقتضي أن في الكلام حذفاً، والأصل عدم الحذف.
د- أن نزول أمره أو رحمته -سبحانه- لا يختص بالثلث الأخير من الليل، بل هما ينزلان كل وقت.
هـ- أنه أخبر أن منتهى هذا النزول السماء الدنيا، فأي فائدة من نزول الرحمة مثلاً إلى السماء الدنيا فقط.
ودل الحديث أن الذي ينزل يقول:"من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" رواه البخاري (١١٤٥) ، ومسلم (٧٥٨) ، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- وهذا لا يكون إلا من الله -سبحانه-.
فالفهم الصحيح لهذا الحديث ولغيره من الآيات والأحاديث الصحيحة المتعلقة بصفات الباري - عز وجل - الإيمان بها وقبولها وإجراؤها على ظاهرها اللائق بالله تعالى، المبني على لسان العرب، والحذر من ردها وتحريفها فراراً مما يسبق إلى ذهن بعض السامعين من لوثة التشبيه، بل نقول كما قال ربنا:"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
[الشورى: ١١] فنثبت لله تعالى إثباتاً بلا تمثيل، وننزه الله تنزيهاً بلا تعطيل، والله أعلم.