حيث قال:"وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله"[النور: ٣٢] ، ولتعلمي أن الاستعفاف يكون بأمرين أشارت إليهما الآيات في سورة النور، أولهما: البعد عن المواطن التي تدعو إلى الفاحشة، والحذر من الأسباب التي تفضي إليها، فكل ما يثير الشهوة ويدعو إليها يجب الابتعاد منه والإعراض التام عنه. والأمر الآخر: يكون بالسعي في تحصيل النكاح وإعفاف النفس به، كما قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث المتفق عليه عند البخاري (١٩٠٥) ، ومسلم (١٤٠٠) من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، ومن هذا الباب فلا حرج عليك أن تجتهدي في طلب النكاح ولكن بالوسائل المشروعة التي لا تبعث على الريبة والتهمة، كأن يكون ذلك بواسطة بعض محارمك الرجال أو قريباتك وأخواتك من النساء اللائي تثقين في دينهن وسداد رأيهن، وأخيراً فأبشرك بوعد الله تعالى لك ولكل من اتقى ربه يقول تعالى:"ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه"[الطلاق: ٢-٣] وقوله تعالى: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"[الطلاق: ٤] ، فأبشري وأملي وثقي بوعد ربك، أسأل الله تعالى أن يهيئ لك من أمرك رشداً، وأن يبلغك أملك ومرادك. هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.