للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا ريب أن أعداء هذا الدين لا يألون جهداً في محاولة النيل من إسلامنا وعقيدتنا، وقرآننا العظيم، وقد سخروا طاقاتهم وعلمائهم لتشكيك المسلم العادي في دينه، وكتاب ربه، ومن ذلك ما ورد من هذه الأسئلة التي حاولوا من خلالها وصم القرآن بالنقص والعيب، ورميه بمصادمة القواعد النحوية المعتبرة عند العلماء.

ونسي هؤلاء عظمة اللغة العربية وسعتها واستيعابها لوجوه عديدة في الألفاظ، والمعاني، والمباني، والأوجه النحوية، والإعرابية.

ولو فقه هؤلاء المشككون لغة العرب ودرسوا فنونها، وأصولها، واشتقاقاتها، وقواعد النحو، والصرف ووجوه الإعراب، وطالعوا دواوين الشعر في عصور الاحتجاج لرأوا بطلان كل ما أوردوه من الإشكالات الموهومة، كما سيأتي بيانه بعد قليل بحول الله وقوته.

ثم هاهنا تنبيهان قبل الشروع في الجواب المفصل أولهما: أن هذه التسمية التي صدر بها رسالة القوم هي من بدعهم الشركية، حيث جعلوا عيسى -عليه السلام- وروح القدس وهو جبريل -عليه السلام- إلهيين متساويين لله -تعالى-، وهي عقيدة التثليث المشؤومة التي يؤمن بها النصارى تعالى الله عما يفعله ويقوله هؤلاء الكافرون.

ثانيهما: قولهم إلى الإخوة المسلمين، فالحقيقة أننا نحن المسلمين نبرأ من إخوة هؤلاء النصارى فهم ليسوا لنا بإخوة ونحن نبرأ إلى الله من أخوتهم، بل هم أعداؤنا وبغضاؤنا حتى يسلموا لله الواحد الأحد الفرد الصمد.

وأما الجواب المفصل فإليك بيانه والله المستعان:

السؤال الأول:

إن رفع "الصابئون" [المائدة:٦٩] على نية التأخير وتقديره ولا هم يحزنون والصابئون كذلك، فهو مبتدأ، والخبر محذوف ومثله: فإني وقيار بها لغريب، أي: فإني لغريب وقيار بها كذلك. وهناك تأويلات أخرى أعرضت عن ذكرها اختصاراً.

السؤال الثاني:

<<  <  ج: ص:  >  >>