وأما اعتراض السائل على جملة "ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة"[البقرة: ١٧٧] ، حيث زعم الصواب أن يقال: ولكن البر أن تؤمنوا فالجواب: أن التقدير: ولكن البر بر من آمن فحذف المضاف، وإنما احتيج إلى هذا التقدير؛ لأن البر مصدر "ومن آمن" جسم وعين والأجسام لا تكون خبراً عن المصادر، ولا المصادر خبراً عن الأجسام.
السؤال الخامس عشر:
وأما نصب الصابرين، في قوله -تعالى-:"والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء ... "[البقرة: ١٧٧] ، فقد تقدم جواب مشابه عن السؤال التاسع ونعيده، فأقول: نصبت بتقدير فعل محذوف تقديره: وأخص الصابرين أو على المدح. والله أعلم.
السؤال السادس عشر:
وأما قوله:"ثم قال له كن فيكون" في الآية الكريمة: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون"[آل عمران: ٥٩] ، فالمعنى فيكون كما يأمر الله فيكون حكاية للحال التي يكون عليها آدم، ويجوز أن يكون فيكون، بمعنى فكان وعلى هذا أكثر المفسرين والنحويين.
السؤال السابع عشر:
وأما حذف جواب لما، في قوله "فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب ... "[يوسف: ١٥] ، فالجواب محذوف تقديره: عرَّفناه أو نحو ذلك وبعض العلماء يقولون الجواب: أوحينا والواو زائدة إعراباً وهو مذهب الكوفيين.
السؤال الثامن عشر:
ليس فيما ذكره المعترض أدنى لبس لمن فهم اللغة العربية والخطاب العربي في قوله -تعالى-: "إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا"[الفتح: ٨-٩] ، فيجوز حمل الضمائر كلها على الله -تعالى-، ويجوز أن يكون الأولان عائدين على الرسول - صلى الله عليه وسلم- والأخير عائداً على الله -تعالى- لأن التسبيح خاص به، والعربي المسلم يعي هذا فلا إشكال فيه.
السؤال التاسع عشر:
وأما الجمع في قلوبكما، في قوله -تعالى-: "فقد صغت قلوبكما"[التحريم: ٤] فسائغ لغة أن يعبر بالجمع عن المثنى؛ لأن التثنية جمع فأقل الجمع اثنان.