للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان من المفترض المبادرة إلى تصحيح الأخطاء، واستكمال النواقص واستدراك الفوائت درءاً لفتنة وكارثة جديدة تهيجها جحافل الصليب الماكرة أو غيرها.

بيد أن إيثار حياة الدعة والخمول، وإبقاء الأوضاع كما هي ثقة بوعود المستعمر الغاشم، واتكاءً على مواثيق الأمم المتحدة التي تصدعت أركانها هذه الأيام هو الذي أوصل الأمة إلى ظروف أشد مرارة من ظروف الحرب الثانية.

لذا فإن أي مشروع لتحديد أولويات العمل المستقبلي لا ينبغي أن ينطلق دون قراءة متأنية لكل الأسباب والظروف التي ساهمت في صنع واقعنا الكئيب، وجعلتنا دائماً ضحايا مثاليين لكل باغٍ وعادٍ وظالم!

فالضعف العسكري -مثلاً- هو الذي أغرى العدو، وأسال لعابه ليغزو المسلمين في عقر دورهم. فما أسباب هذا الضعف وما علاجه؟ إنَّ ذلك أمر يطول سرده، لكن لا بد من بحثه إن كنا جادين في إنقاذ أمتنا من براثن أعدائها.

كما أن الضعف الاقتصادي والإسفاف الأخلاقي وغير ذلك كلها أمور يجب أن يتنادى من أجلها المصلحون، ويأتمر لها الباحثون الجادون سعياً وراء إيجاد حلول واقعية، وعملية لمصلحة الأمة ورفعتها.

ولذا يمكن تلخيص أهم المهمات في سُلّم أولويات المرحلة القادمة بما يلي:

(١) العودة الصادقة إلى الله تعالى على مستوى الدول والشعوب، فقد جُرّبت جميع المذاهب والمناهج الأرضية فلم يفلح شيء منه في تحقيق إنجاز يذكر سواء في المجال العسكري، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي، ويمكن أن تتحقق العودة إلى الله بإسهام الدول والشعوب والعلماء والدعاة في نشر الوعي الديني وبعث السُّنة المحمدية، وتخليص الدين مما علق به من الخرافة والبدعة.

(٢) تحقيق مبدأ الولاء والبراء تقعيداً وتأصيلاً، وعملاً وتفعيلاً، فيحدد العدو بوضوح، وتُبين حدود المعاملة مع الكافر والمنافق دون مزايدة أو تلبيس، ويُعرّف المسلم العادي وغيره ما يجب أن يعتقده تجاه مخالفيه في الديانة، والحدود الشرعية والأدبية تجاههم.

<<  <  ج: ص:  >  >>