واكتشاف أدوين هبل بأن الكون يبدو في توسع مما يحتم أن تكون له بداية قد أزعج فئة تميل للإلحاد، فحاولوا التشويش عليه تهربا من مبدأ الخلق بفرضيات يجمعها وهم سرمدية الكون تحت مسمى الحالة الثابتة ٍ Steady state, ولو كان الكون ذا بداية أكبر كثافة وأكبر حرارة نتيجة لانضغاط المادة في حيز ضئيل لأصدر في كل اتجاه أشعة تدل على درجة الحرارة الهائلة، تلك التي لا يبلغها اليوم قلب أي نجم مهما بلغت عظمته, ولذا جاءت الضربة القاصمة لتلك الفرضيات قبل نهاية القرن الماضي، فتوارت إلى الأبد عندما اكتشف أرنو بنزياس Arno Penzias وروبرت ويلسون Robert Wilson تلك الأشعة عام ١٩٦٤ بغير قصد, وتحتمت البداية بلا منافس وتزاحمت الاحتمالات حول كيفيتها, واعترف الفيزيائي هاوكنج قائلا:"إن كونا ذا بداية يستحيل مطلقا أن يكون بلا خالق", فوحدة البداية تقطع بوجود الخالق، وبالطبع وحدته ناهيك عن التصميم المتقن والنظام الثابت الذي أقر هاوكنج أنه "عماد تاريخ العلم التجريبي أجمعه".
ويبحث الفيزيائيون -حالياً- عن أدلة تكشف نهاية الكون, وأحد الأساليب لتأييد احتمال الانكماش أو الكون المغلق Closed universe اصطلاحا هو تجاوز القيمة الحرجة للكثافة الوسطية للمادة في الكون وقيمتها: ١٠-٢٩ جم\سم٣؛ أي ما يعادل حوالي ٥ ذرات أيدروجين في المتر المكعب، وهي في حدود القيمة المحسوبة حاليا للمادة المنظورة, وللمقارنة تبلغ قيمة كثافة الماء ١ جم\سم٣ أي ما يعادل حوالي ٥٠٠ بليون بليون بليون ذرة أيدروجين في المتر المكعب, والمعتقد حاليا وجود مادة غير منظورة بكميات هائلة تسمى المادة السوداء Black matter ترجح انكماش الكون.