الحال الثالث: أن يكون عمله مشروعاً - من حيث الظاهر -، ومثاله: ما تعلن البنوك الربوية القيام به من أعمال مشروعة - على الراجح - كالمرابحة للآمر بالشراء، وصناديق الاستثمار الاسلامية، ونحوها.
وجنس هذه الأعمال علىفرض سلامتها من مخالفة شرعية - والغالب عدمه - فإن غاية البنوك منها أن تتقوى بها على دعم رسالتها الأساسية " الربا " من خلال:
٠١ منافسة البنوك الإسلامية كيلا تسحب العملاء عنها.
٠٢ تقوية مركزها المالي.
ويترتب على مزاولة البنوك الربوية لهذا الجنس من الأعمال مفاسد منها:
٠١ منافسة البنوك الإسلامية.
٠٢ إذابة الفروق بين البنوك الربوية والبنوك الإسلامية، ومن مقاصد الشريعة:" تمييز الخبيث من الطيب ".
٠٣ التلبيس على العامة، وهو فرع عن سابقه.
٠٤ التلبيس على بعض المفتين، وطلاب العلم، وهو فرع عن سابقه رقم "٢".
٠٥ ويترتب على التلبيس على العامة أن يألفها الناس، فلا يأنفونها ولا يتورعون عن التعامل معها، وهذا فيه ما فيه.
٠٦ ويترتب على التلبيس على الخاصة تغيَّر نظرتهم تجاهها، مما يؤثر على فتاويهم ومواقفهم بشأنها على نحوٍ يكون فيه ما فيه من التسامح.
٠٧ ويترتب على كل ما سبق دعم البنوك الربوية.
وإذا كان الربا هو أساس عمل هذه البنوك، ولا تزال تمارسه وتدعو إليه بجانب ما تقوم به من أعمال تدعي أنها إسلامية.
وإذا كان من شأن هذه الأعمال دعم رسالة البنوك الربوية، وتثبيت قدمها، وإحداث القبول لها من العامة، وبعض الخاصة، وإذا كانت الشريعة المطهرة تعتبر بالمآلات، وتنيط بها أحكامها، وإذا كان من المقرر عند الفقهاء في قواعدهم " المعاملة بنقيض القصد " فالظاهر عندي منع العمل فيما هذا جنسه لدى البنوك الربوية تفويتاً للفرصة عليها، ومعاملة لها بنقيض قصدها، ودفعاً للضرر عن البنوك الإسلامية.