للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشوكاني: "ولا يستقيم أن يكون المراد بالأيام هنا الأيام المعروفة.. لأنه لم يكن حينئذ لا أرض ولا سماء" [تفسير الشوكاني ج٢ص٤٨٢.] .

وقال الألوسي: "المفسرون قالوا المراد بالأيام الأوقات" [ما دل عليه القرآن ج١ص٤٦] .

فالتعبير إذن تمثيل والمراد أزمنة متتابعة كالأيام تميزها ثلاث مراحل, وأما إتيان الأرض وما يحيط بها فهو مشهد يكشف تلازم حركة الجو مع الكوكب وفق تقدير بعد مرحلة معدومة التلازم مما يعني تبدد الكثير من الجو, وتلك حقيقة علمية مبهرة جسدها التعبير بالتصوير, وترتيب الأحداث مطابق تماما لما كشفه العلم؛ كما في قوله تعالى:] ءأَنتُمْ أَشَدّ خَلْقاً أَمِ السّمَآءُ بَنَاهَا. رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوّاهَا. وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا. وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا. أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا. وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا. مَتَاعاً لّكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ [[النازعات:٢٧-٣٣] .

وهكذا يتجلى كل حين العلم في القرآن الكريم بخفايا التكوين بضرب الأمثال للمجهول زمن التنزيل بالمعلوم لتشع دلائل التنزيل بنور اليقين في صدور النابهين, يقول العلي القدير:] لَوْ أَنزَلْنَا هََذَا الْقُرْآنَ عَلَىَ جَبَلٍ لّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ [[الحشر: ٢١] . هذا والله جل جلاله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>