فإن مما دلت عليه نصوص الكتاب العزيز وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأجمع عليه أهل السنة والجماعة إثبات صفة العلو لله تعالى كما يليق به سبحانه، وأنه تعالى على العرش استوى، استواء يليق بجلاله وعظمته، لا يشبه شيئاً من مخلوقاته ولا يشبهه شيء من مخلوقاته:"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"[الشورى:١١] .
أما إنكار رفع اليدين إلى السماء فهو إنكار لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم- في العديد من المواقف والجامع العظيمة، كما حصل منه - صلى الله عليه وسلم- أمام عشرات الألوف من الصحابة - رضي الله عنهم- في عرفة في حجة الوداع، وعند الجمرات، وعلى الصفا والمروة، وعند الاستسقاء، فكان - صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه إلى السماء في الدعاء، ومن أنكر ذلك فقد رد سنة النبي - صلى الله عليه وسلم- الفعلية كما تقدم، والقولية في قوله - صلى الله عليه وسلم-: " ... يَمُدُّ يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب" رواه مسلم (١٠١٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وفي حديث استحياء الله من عبده أن يرفع يديه إليه بالدعاء، فيردهما صفراً، انظر ما رواه الترمذي (٣٥٥٦) وأبو داود (١٤٨٨) وابن ماجة (٣٨٦٥) من حديث سلمان الفارسي - رضي الله عنه - وغيرها من الأحاديث.