قال المناوي -رحمه الله تعالى-: "ولهذا كان على الغاية القصوى من حسن الخلق معهن، وكان يداعبهن ويباسطهن ... "وأنا خيركم لأهلي" أي برا ونفعا لهم، ديناً ودنيا، أي فتابعوني، ما آمركم بشيء إلا وأنا أفعله" ا. هـ فيض القدير (٣/٤٩٦) .
الحادي عشر: عن جَابِرٍ -رضي الله عنه- قال: نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه. رواه مسلم (٢١١٦) .
قال النَّوَوِيّ -رحمه الله تعالى-: "وأما الضرب في الوجه، فمنهي عنه في كل الحيوان المحترم، من الآدمي، والحمير، والخيل، والإبل، والبغال، والغنم، وغيرها، لكنه في الآدمي أشد، لأنه مجمع المحاسن، مع أنه لطيف لأنه يظهر فيه أثر الضرب، وربما شانه وربما آذى بعض الحواس" ا. هـ شرح النووي على صحيح مسلم (١٤/٩٧) ، وانظر عمدة القاري (٢١/١٤٠) ، التيسر بشرح الجامع الصغير (٢/٤٧٠) ، نيل الأوطار (٨/٢٥٠) ،عون المعبود (٧/١٦٧) .
وعن معاوية بن الحكم السلمي -رضي الله عنه- قال: كانت لي جارية ترعى غنمًا لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم، فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي، قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها قال: "ائْتِنِي بها". فأتيته بها فقال لها:"أَيْنَ الله؟ " قالت: في السماء قال: "مَنْ أَنَا؟ ". قالت: أنت رسول اللَّه. قال:"أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ". رواه مسلم (٥٣٧) .
الثاني عشر: عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وكان بيده سواك، فدعا وصيفة له أو لها، حتى استبان الغضب في وجهه، وخرجت أم سلمة إلى الحجرات، فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهمة، فقالت: ألا أراك تلعبين بهذه البهمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك، فقالت: لا والذي بعثك بالحق ما سمعتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لولا خشية القود، لأوجعتك بهذا السواك". رواه أبو يعلى (٦٩٤٤) والبخاري في الأدب (١٨٤) ، وقال المنذري:"رواه أبو يعلي بأسانيد أحدها جيد" ا. هـ الترغيب والترهيب (٣/١٥٣) ن وضعيف الترغيب والترهيب (٢/٩٨) ، رقم (١٣٧٩) . وقال الهيثمي:"وإسناده جيد عند أبي يعلى والطبراني" ا. هـ مجمع الزوائد (١٠/٣٥٣) .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن ضرب سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة". رواه البزار والطبراني في الأوسط (١٤٤٥) وإسنادهما حسن. مجمع الزوائد (١٠/٣٥٣) .
وبعد هذه الجولة في تلك الآيات والأحاديث المباركة، وما هي إلا فيض من غيض يتبين معنى الآية ويظهر لنا ما يلي:
أولا: وجوب معاشرة كل واحد من الزوجين الآخر بالمعروف.