٤- العفو والصفح والمسامحة والإحسان كلها قيم ومبادئ لا يرقى إليها شك في ديننا الإسلامي في سلوكنا في تصرفاتنا بمد يدنا للآخر يمكن أن نجسد هذه القيم وبالعكس في سلوكنا غير السوي يمكن أن نلحق ضرراً بالغاً بمصالحنا ودعوتنا التي هي دعوة سلام وسلم ومحبة ووئام. أعتقد أن هذا الموقف هو الموقف الملائم الذي يلبي حاجة المسلمين في إيجاد رأي عام يتعامل معه الغرب إذا كنا نرفض كل يد ممدودة فمعنى ذلك أننا نؤلب على أنفسنا دون أن نشعر وذلك شيء من قصور النظر، وأعتقد أنه سيصيب مصالحنا بضرر بالغ وسيؤلب الناس علينا، وبالتالي لا يسمح لدعوتنا أن تصل ولا لكلمتنا أن تسمع، فالمصلحة أن نمد يدنا إليهم.
أخيراً أود أن يكون رفع المقاطعة بناءً على اجتماع تعقده هذه الشركة مع الأمانة العامة في المؤتمر فهذا الاجتماع بالإمكان أن يصل إلى نتائج بناءا على اتفاق ملتزم به نوع من العهد والعقد بينهم على جملة من الشروط أعربت عنها الشركة، وأنها قد تساعد في تغيير الصورة النمطية التي توجد عند الغرب. هذا رأيي والله -سبحانه وتعالى- يقول الحق وهو يهدي السبيل والله تعالى أعلم.
الفتوى منقولة من موقع اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
وهذا رابطها (رفع المقاطعة عن شركة آرلا)
ثانياً: إجابة أ. د. سعود بن عبد الله الفنيسان (عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً) .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا شك أن ما حصل من حكومة الدانمرك بالوقوف مع الصحيفة التي نشرت الرسوم (الكاريكاتورية) الساخرة بنبي الإنسانية وخاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم- جريمة نكراء ونازلة بالمسلمين في عامة أنحاء المعمورة لا يعرف لها مثيل من قبل، وإن هبة المسلمين -في جميع مذاهبهم الدينية وانتماءاتهم الفكرية والاجتماعية –لم يسبق أن اتحد على مثلها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها غير أنه من فضل الله أن جعل المحن تنتج منحًا، كما قال الله تعالى:" لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ "، فإن المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدانمركية -وهي مقاطعة شعبية بحتة- أثمرت ثمارًا طيبة
وفوائد عظيمة، منها:
١- وحَّدت المسلمين علماء وعامة في جميع أقطار الأرض على قضية واحدة لم يسبق لها مثيل.
٢- أثارت الحمية الدينية لدى شباب الأمة خاصة والمسلمين عامة.
٣- ساعدت الأقليات المسلمة في ديار الغرب، ومن بينها المؤسسات الإسلامية وفي الدانمرك خاصة.
٤- عملت على نشر الدين الإسلامي، وسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- في الغرب ومنها الدول الإسكندنافية.