٥- دفعت بعض الشركات الأوروبية ومنها شركة (آرلا) الدانمركية، فأيدت المسلمين في استنكارهم لهذه الرسوم الساخرة بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنها لخطوة منها جيدة، وإني أرى عدم مقاطعة هذه الشركة (آرلا) بل يتعين على التجار والمستهلكين من الناس التعامل معها، وشراء منتوجاتها بعد أن استنكرت موقف حكومتها الشنيع على عامة المسلمين. وإن رفع المقاطعة عن هذه الشركة هو تشجيع للشركات الأخرى حتى تحذو حذوها، لاسيما أن هذه الشركة استنكرت رسميًا موقف حكومتها، وتعمل على مقاضاتها قانونيًا، لما لحقها من خسارة مادية، ولموقفها المتصلب من عدم الاعتذار للمسلمين.
ثم يجب أن يعلم أن الفتاوى التي صدرت من العلماء لمقاطعة المنتجات الدانمركية إنما قصد بها الضغط على الحكومة لتعتذر للمسلمين وتعاقب الصحيفة الناشرة لتلك الرسوم الساخرة، ولكن تبين أن الحكومة الدانمركية حكومة صليبية تزداد إصرارًا كل يوم.
ثم إن العاطفة الدينية لدى الشعوب الإسلامية قد خفَّت أو كادت أن تخف، ولن تدوم بحال. ومن الحكمة والمصلحة العامة للمسلمين أن تشجع الشركات الدانمركية الأخرى في الضغط على حكوماتها بالأساليب الممكنة، حتى تعتذر للمسلمين رسميًا، وإن أعظم ما يضغط على الحكومات اليوم – هيئات وشركات القطاع الخاص فيها، فيتعين رفع المقاطعة حينئذ عن كل شركة دانمركية وقفت ضد حكومتها، في حادثة الرسوم الكاريكاتورية. ويجب أن يعلم أن شركة (آرلا) ونحوها شركة خاصة، ولا دخل للدولة فيها من قريب أو بعيد، وإذا كان الأمر هكذا تعين حينئذ تشجيعها على موقفها مع المسلمين وإقامتها دعاوى قضائية ضد الحكومة، وأعتقد أن هذا هو عين العدل والإنصاف، فلا يؤاخذ البريء بجريرة المسيء فإن الله يقول:"ولا تزر وازرة وزر أخرى"، "وكل نفس بما كسبت رهينة"، " وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ". والله أعلم.
الفتوى منقولة من موقع اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
وهذا رابطها (رفع المقاطعة عن شركة آرلا)
ثالثاً: إجابة أ. د. عبد السلام الهراس (أستاذ في جامعة القرويين بمدينة فاس المغربية) .