(٥) كأني فهمت من الرسالة أسرتك تحثك على الزواج من الطبيب؛ خوفاً عليك من التقدم في العمر، دونما زواج، وفي ظني أو كما يظهر من الرسالة أنهم لا يعلمون بموضوع المهندس ومكانته في الموضوع بشكل عام، وهذا ما يجعلهم يحثونك على سرعة الزواج من الطبيب، ومن هنا لو تقدم المهندس ليطلب يدك سيتغير موقف الأسرة من الإصرار على الطبيب.
(٦) يتضح من الرسالة أن الطبيب بدأ يشعر بعدم قبوله زوجاً لك، وقد يكون هذا سبب مرضه، وجهة الإخبار هي والدتك، وقد تكون هذه وسيلة من أمك للضغط عليك؛ لسرعة قبولك بالزواج منه؛ لرغبتها فيه زوجاً لك، وقد لا يكون هذا هو سبب مرضه، كما أنه قد يكون غير مريض أصلاً، ولكن بالجملة هذا الاستشعار المبدئي منه نحو عدم موافقتك على الزواج منه مرحلة تدريجية مهمة؛ لتلقيه القرار النهائي منك بالاعتذار عن الزواج منه، ولا أرى في ذلك إثم على المسلم، فمصلحتك الشخصية مقدمة ومعتبرة.
(٧) لا يوجد ما يلزم الأسرة أن تذكر كل المبررات التي تدعوها لرفض المتقدم لها للزواج من أحد بناتها، بل قد تكون المصلحة عدم الإخبار بالأسباب الحقيقية كاملة، وضرورة التورية بأي سبب من الأسباب، أو ذكر أسباب عامة؛ حتى لا يجرح شعور أي إنسان، ومما يحسن بالمتقدم للزواج أن يفهم ذلك، ولا يسأل تفصيلاً عن سب الرفض، ولا بد أن يفهم المتقدم للزواج أن الأسرة والفتاة هما أصحاب القرار في قبوله من عدمه، وليست ملزمة أن تراعي ظروفه الصحية أو النفسية، كما يحسن التأكيد على أمر آخر، وهو أنه لا يوجد مبرر لتأنيب الضمير حين رُفض الطبيب، أو الاعتذار له، أو غيره من المتقدمين، طالما هناك مراعاة منك بمحددات الاختيار في الزواج في الإسلام.
أخلص من كل ذلك إلى أني أميل إلى الاعتذار من الطبيب بأسباب غير جارحة، والأسباب كثيرة جداً، ولا حاجة فيها للكذب، وفي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما قال عمران بن حصين – رضي الله عنه – انظر الأدب المفرد (٢٦٦) كما أنك لست ملزمة أن تخبريه عن سبب الرفض الحقيقي أو أسباب الرفض كاملة.
كما أن الذي يدعوني لتشجيعك على الزواج من المهندس، والاعتذار للطبيب عدد من الأمور منها:
- وجود الميل القلبي منك له، ووجود الرغبة القوية منه للزواج منك.
- وحدة التخصص العلمي والعملي، والزمالة العملية السابقة مدعاة لمزيد من الألفة بينكما مستقبلاً – بإذن الله-.
- احترامه لرأي والده وحتى الآن دليل قوي على بره بوالده، وحرصه على مصلحة أسرته، وشقيقته، وهي نقطة إيجابية في شخصيته.
- الصفات الخَلقية والخُلقية دافع قوي للمرأة للقبول به كزوج.
وهنا يتبقى نقطة أرى أنها تمثل مشكلة، ولكنها ليست كبيرة، وهي إصرار والد المهندس على عدم زواجه إلا بعد زواج شقيقته، وفي ظني أن تجاوز هذه المشكلة تكمن في محاولة السعي من قبل المهندس للضغط الأدبي، المؤدب على والده للبدء بمشروع الزواج، والبدء بالخطبة كمرحلة أولى وليس زواجاً، ثم تواصل الطلب من المهندس لوالده لإكمال الزواج، كما أنه قد يكون من المناسب إشراك شقيقته في الضغط على والدها لاستكمال زواج أخيها المهندس، وهذه الخطوة مطلوبة منه، وليست منك، ويمكنك التلميح له بذلك، مع ضرورة الانتباه إلى عدم الإصرار عليها.