للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنتِ تعرفتِ في الكلية على شاب من بعيد، وأحببتيه حباً شديداً، مع أنه لم يحدثك يوماً أبداً، وظللت في أحلام الحب والعشق ثلاث سنوات كاملة، وأنت خلالها تدعين الله تعالى أن يجمعك معه بالحلال، لكنه لم يتقدم لك ولم يحادثك في الموضوع إطلاقاً، وأكدت لنا أنك لم تغضبي الله في هذا الحب أبداً، وهذا يعني أنك محجبة، ولا تمازحين الرجال الأجانب وتضاحكينهم بما لا يليق بالمسلمة.

ثم حصل أن تقدم لك شاب آخر، ذو خلق وله مواصفات مميزة، وأخبرك أنه يحبك هو الآخر، ويريدك بصدق بما يرضي الله منذ زمن، مع أنه -كما يبدو- لم تشعري أنت بحبه لك! تماماً كما كنت أنت تحبين الآخر وهو لا يدري!! حتى صرت في حيرة شديدة؛ لأنك كما تقولين:

- لا تستطيعين الارتباط بهذا الشخص وقلبك (ملك!!) لآخر

- ولا تريدين أن تكذبي عليه فتظلميه معك.

- وقلبك مازال متعلقاً بشدة بالأول

وهذه بعض النقاط حول حالتك، ما رأيك لو تدارسناها سوياً؟.

(١) بعض بلايا الاختلاط

ما جرى لك -يا أختي الكريمة- نتيجة متوقعة للاختلاط بين الجنسين في بلاد المسلمين، وأنت واحدة من ضحايا الاختلاط المحرم، وهن بالملايين، ولئن كان حجزك عما يغضب الله أنك - كما ذكرت عن نفسك- "إنسانة مؤمنة بمعنى الكلمة!، وأنك تدعين الله دائماً وتنتظرين الإجابة، ولم تهتمي يوماً لشيء اسمه العلاقات المحرمة بين الفتيات والفتيان؛ لأنك تعرفين أنها حرام، ووفقك الله حين انشغلت بالصلاة وذكر الله طوال السنين الماضية". أقول لئن كان حجزك عن الحرام مراقبتك لله وخوفك منه، فإن كثيرين وكثيرات وقعن في الأمر المكروه! .

يا لله! ، من كان يصدق أن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهي الأمة العفيفة الشريفة المحافظة، يبلغ بأهلها الأمر أن يجمعوا بين الفتيان والصبايا في قاعات الدرس جنباً إلى جنب! .

أليس فينا رجل رشيد -وامرأة رشيدة- يقول لهذا التهييج الغرائزي والاستنزاف العاطفي أن يتوقَّف، وترجع الأمة إلى ما كانت عليه من عفة وحشمة وشرف!؟ اللهم عجل بهذا يارب.

(٢) ما أرق عاطفة الأنثى..

تهيج عاطفة الفتاة في هذه السن، بصورة قوية عنيفة، فتصبح أكثر حديثاً عن الحب والمحبة، والوله والعشق. وقد تكون هذه العاطفة بين فتاة وأخرى من جنسها، وقد تكون هذه العاطفة بين فتاة وآخر من عالم الرجال، وهي حديثنا هنا.

عاطفتك -يا أختي- جياشة حية متدفقة، إني أراها كموج بحر هادر يضرب في صخور الشاطئ! . الفتاة كالزهرة الندية، في صباح لطيف باسم، رقيقة المشاعر مرهفة الحس ناعمة الوجدان، تطربها الكلمة الودودة، وتنعشها الابتسامة الحانية، ويغرس الاهتمام بها في قلبها البهجة والسرور.

إن مقصودي أنه لابد أن تدركي أن ما تشعرين به من مشاعر وعواطف جياشة هو من طبيعة المرحلة العمرية التي تمرين بها، وجزء أيضاً من طبيعتك الأنثوية الرقيقة، وعندما تمتد بك الحياة على خير وهدى، ستتذكرين كلامي هذا جيداً.

(٣) هل هو الحب الصادق..

<<  <  ج: ص:  >  >>