للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا: لا يتجه العبد بالدعاء إلا إلى الله؛ لأنه لا يقدر على الإجابة إلا هو سبحانه، وليس أهلا للإجابة إلا هو، فليس ذلك من اختصاص أي مخلوق لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، فالله هو الذي يدعى وحده، وهو القادر على الإجابة وحده وله الأمر كله؛: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون" [النمل:٦٢] ، فلا يدعى إلا هو سبحانه لا غائب ولا حاضر ولا حي، ولا ميت، ولذلك أمر العباد بدعائه وحده، كما في قوله سبحانه: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" [غافر:٦٠] ، وما أمرنا بدعاء غيره، وقال سبحانه: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" [الأعراف:١٨٠] ، وقال تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" [البقرة:١٨٦] .

ثانياً: أما الحديث الذي ذكرته فما علمت ولا وجدت في كتب السنة التي بين يدي حديثاً بهذا اللفظ ولا بمعناه لا صحيحاً ولا ضعيفاً، ولا بد من إعادة النظر في نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- ونسبة قبوله إلى العلماء ابن تيمية أو غيره، أما إن كان المقصود الحديث الذي رواه الترمذي (٣٥٧٨) وصححه أن النبي - صلى الله عليه وسلم- علم رجلاً أن يقول:"اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد يا نبي الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها اللهم شفعه في" فهو دعاء المسلم ربه متوسلاً به - صلى الله عليه وسلم- في حياته وحضوره، لا دعاؤه في مماته ومغيبه.

ثالثاً: مقارعة أهل البدع لا تكون بالرأي المجرد والمناظرات البعيدة عن النص، خاصة من ينتسب إلى الإسلام ويقر بالقرآن والسنة فإنه يجب أن تكون الأدلة منهما في مقدمة الجواب على كل بدعة؛ لأنه لا علم لأحد بالحق إلا بالكتاب والسنة، لذلك بعث الله الرسول - صلى الله عليه وسلم- وأنزل عليه القرآن - وإلا لا عبرة لأحد ولا لقوله بغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>