الثاني: أن ما ذكرته عن ولدك شيء رابك وشككت فيه وفي حله، وهذا ما يدل عليه مثل حديث النواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البر والإثم، فقال:"البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" رواه مسلم (٢٥٥٣) وفي حديث: وابصة عند أحمد (١٧٩٩٩) وغيره: "وإن أفتاك الناس وأفتوك".
الثالث: أن معرفة مكان السحر وإبطاله بالكيفية المفهومة من السؤال قد تكون بطريق السحر أيضاً، وهذا ما يسمى بالنشرة المحرمة.
الرابع: أن هذا الذي عليه ولدك ليس من الإلهام الذي ذكره بعض من استفتيتهم، ولا من المواهب ولا يُفطر الإنسان على مثل هذا، إنما يفطر على التوحيد على الملة على الدين لا على مثل هذا.
الخامس: أن علاج السحر وما يتصل به من التفريق بين الزوجين، يكون بشيئين:
أحدهما: الرقى الشرعية.
الآخر: الأدوية المباحة التي جربت في علاجه، فمن أنجح العلاج وأنفعه الرقى الشرعية، فقد ثبت أن الرقية يرفع الله بها السحر ويبطله.
وهناك نوع ثالث: وهو العثور على ما فعله الساحر من عقد أو غيرها، وإتلافها، وهذا يكون بالبحث والتقصي ومعرفة أماكن إقامة وحركة المسحور ونحو ذلك مما يوصل حساً إلى العثور عليه، لا باستعمال الشياطين ونحو ذلك، أو التوكل على غير الله في معرفة مكان السحر، فإن ذلك شرك.
ومن الرقية الشرعية التي تستعمل في رقي المسحور وغيره: قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، و"قل يا أيها الكافرون"، و"قل هو الله أحد"، والمعوذتين مع آيات السحر في سورة الأعراف من (١١٧-١١٩) ، وفي سورة يونس من (٧٩-٨١) ، وفي سورة طه من (٦٥-٦٨) ، هذه الآيات العظيمات ينفث بها في الماء، ثم بعد ذلك يصب هذا الماء الذي قرأ فيه على ماء أكثر، ثم يغتسل به المسحور ويشرب منه بعض الشيء، كثلاث حسوات يشربها منها، ويزول السحر -بإذن الله- ويبطل ويعافي من أصيب بذلك.